مفهوم المدن الذكية هو المدن التي تستخدم التكنولوجيا الرقمية للاتصال والتواصل والحماية وتعزيز حياة المواطنين بها.
وهناك العديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المدن الذكية حيث تعمل المستشعرات التقنية لإنترنت الأشياء وكاميرات الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي والمدخلات الأخرى ك “نظام حيوي” يزود المدن الذكية بالمعلومات اللازمة بشكل مستمر حتى يتمكنوا من اتخاذ قرارات صائبة بشكل يومي.
وعلى سبيل المثال، في النقل العام، يُمكن أن يساعد جمع وتحليل بيانات استخدام النقل العام المدن الذكية على اتخاذ قرارات صائبة عند تعديل طرق المواصلات العامة ومواعيدها، وتخصيص ميزانيات بنية تحتية مستقبلية أكثر دقة. وتمتد تقنيات إنترنت الأشياء كذلك إلى التحكم الذكي في حركة المرور، ومواقف السيارات الذكية، وغيرها.
كما يُمكن لتلك المدن ذات البنية التحتية والأنظمة الشاسعة للنقل أن تستفيد من التطبيقات التي تنسق تجربة النقل لركابها. فنجد أنه يُمكن لركاب القطارات والحافلات والسيارات الوصول إلى المعلومات الحيوية اللازمة في الوقت الحالي الفعلي، من خلال تطبيقات الهاتف المحمول الخاصة بهم للمساعدة في سلامة الطرق ومعرفة حالات التأخير والحوادث والأعطال والطرق الأقل ازدحاماً.
وفي قطاع الزراعة بالمدن الذكية، يتجه المزارعون إلى التقنيات والأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في مجموعة متنوعة من المهام، مثل مراقبة والتحكم الآلي في التربة والري وجمع المحاصيل، وكذلك التنبؤ بالطقس خلال الأيام والأسابيع القادمة.
أما في قطاع الرعاية الصحية بالمدن الذكية، فيُعد التشخيص الطبي هو أحد أقوى تطبيقات الذكاء الاصطناعي، حيث توجد القدرة على المسح الطبي بشكل أفضل وأسرع، واكتشاف وجود الطفرات الجينية مبكراً، مما يُمكن من التنبؤ المستقبلي بالإمراض والمساعدة في توفير حياة صحية أفضل للمواطنين.
وتوجد الكثير من الأمثلة الأخرى لاستخدام التقنيات الحديثة في القطاعات المختلفة بالمدن الذكية مثل قطاعات الطاقة والأمن والصناعة وغيرها.
وتعتبر الثورة الصناعية الرابعة الحالية (والخامسة المستقبلية) هي تقنيات عصر المدن الذكية، حيث يجتمع بتلك المدن تقنيات الذكاء الاصطناعي، والسيارات ذاتية القيادة، وإنترنت الاشياء، والدرونز الذكية، والروبوتات، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وأنظمة التخزين المتطورة، ومنشآت الإنتاج، وتقنية البلوكتشين في المصارف، وتقنيات الواقع المعزز والافتراضي، وتقنية 5G للاتصالات، والآلات الذكية التي يمكنها التحكم عن بعد في الأجهزة الأخرى، وتبادل المعلومات والبيانات الضخمة وتحليلها والتنبؤ المستقبلي للأداء بشكل مستقل دون أي تدخل بشري.
وأصبح هذا التوزيع المثالي للمعلومات ممكناً في المدن الذكية من خلال مصطلح “إنترنت الأشياء الصناعي IIoT” وهذا المصطلح يحتوي على أربعة عناصر رئيسية، وهي: الحوسبة السحابية والبيانات الضخمة، الأنظمة الفيزيائية السيبرانية، التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء.
ومن الجوانب المهمة الأخرى للثورة الصناعية الرابعة في المدن الذكية هو زيادة الاهتمام بالاستدامة والركائز الثلاث لها، وهي: الاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية. وينبع ذلك الاهتمام من ضرورة أن تكون تلك المدن أكثر صداقة للبيئة وأكثر محافظة على الموارد الطبيعية بها للأجيال القادمة، وكذلك فرصة كبيرة لتحسين الكفاءة في عمليات التصنيع وتعزيز ربحية الأعمال.
وتُعد مدينة نيوم الذكية المستقبلية في المملكة إحدى تلك الأمثلة، حيث تتبني خطة بناؤها التقنيات الحديثة المتقدمة مع الحفاظ على الاستدامة البيئية.