بقلم : أ.م.د جهاد محمود عواض
عن احتفالية جامعة عين شمس باليوم العالمى للغة العربية أتحدث …
فى غمرة إنشغالنا بمصاعب الحياة وتياراتها الهادرة الساخنة ، انشغلنا نحن الأكاديميون بملف التعليم داخل أروقة الجامعات المصرية ، وانشغلت النخبة المثقفة بالوضع السياسى ، وإنشغل الشباب بمشاكلهم الخاصة ، حتى كدنا ان ننسى ثقافتنا وهويتنا العربية ، فأرادت جامعة عين شمس أن تطل على العالم العربى فى يوم الخميس الموافق 22 ديسمبر من عام 2022 بطلة مبهجة مشرقة على المستوى المصرى والعربى وصورة مصر أمام سفراء الدول العربية والأجنبية من أجل الاحتفال باليوم العالمى للغة العربية ، وكأن عام 2022 شاء أن يعوضنا ويودعنا بمحبة ولطف من خلال محبة اللغة العربية والثقافة العربية .
فقد حمل هذا العام مفارقات مضنية وقاسية على المستوى الشخصى ، وأكثر حزنا وألما على المستوى العام بوداع ووفاة حامل التنويرومؤسس الفكر النقدى الدكتور جابر عصفور ثم رحيل شيخ النقاد العرب والمنظر الأعظم للنقد الدكتور صلاح فضل ، وكان العزاء الوحيد لنا كأبناء جامعة عين شمس أننا ننعيه باسم جامعة عين شمس فى يوم الثقافة العربية ..
ثم خالط هذا أيضا أفراح على مستوى جمهورية مصر العربية وجمهوريتنا الجديدة والعالم العربى كله .
أقولها بكل ثقة : نعم نجحت احتفالية جامعة عين شمس باليوم العالمى للغة العربية
فمن يحب اللغة العربية تحبه اللغة العربية ، شعارنا :
” الثقافة العربية – أمس واليوم وغدا … حياة واستمتاع ”
أعترف أننى أنتهز أى فرصة تُتاح لى من أجل الحديث عن رموز النهضة والثقافة العربية ، ولغتنا العربية وها أنا بكل أسى وحزن نعيت رمزين من رموزها ، (الحاضران الغائبان )
وفى سطورى القليلة هذه أنتهز الفرصة للحديث عن أحد فرسان الثقافة العربية والمُحب للغة العربية فى صمت هو الطبيب والمثقف المصرى الأستاذ الدكتور أيمن صالح أستاذ القلب والأوعية الدموية والمشهود له بالكفاءة ودماثة الخلق هو نائب رئيس جامعة عين شمس والجندى المجهول وراء كل هذا الاحتفال الراقى الذى شاهده الجميع أشرف على كافة التنظيمات وعمل معنا يد بيد حتى يرتقى بثقافتنا وهويتنا العربية من أجل غد أفضل ومن أجل جيل يعشق اللغة العربية ويحب هويته وثقافته .
وعلى هامش التنظيمات للاحتفالية أنتجت جامعة عين شمس فيلما تسجيليا للعرض عبر منصات الأمم المتحدة :
بدأت الصورة بصوت ا.د أيمن صالح ناطقا عبارة ” لغتنا الجميلة ” فى تناص وتداخل فريد من نوعه مع عبارة شاعر العربية فاروق شوشة بصوته العذب الثابت فى العقل الجمعى لجيلى بهذه العبارة التى جعلتنى أحب اللغة العربية فمن يحبها تحبه .
لغتنا الجميلة :
“اللغة ، الفكر ، المعرفة ، الفهم ، الفعالية ، الإنتاجية والإبداعية …
هذه جميعا تكاد تكون مفاهيم مترادفة ، إذ لا لغة بدون فكر ، ولا لغة أو فكر بدون فعالية إنتاجية للأنشطة الإنسانية فى إطار علاقة الإنسان أو المجتمع بالوجود .
وإذا كانت اللغة العربية ، أداة تواصل فإنها أداة تواصل فكرى لما هو موضوع فهم الإنسان النابع من تلك العلاقة الإنتاجية النشطة ، إذ إننا نعى الوجود ونتعامل معه ونعبر عنه باللغة ومن خلالها ، فكأن لغتى هى الفكر والفعل والزمن فى آن واحد ..”
حاولنا فى اليوم العالمى للغة العربية إنجاز ثقافة عربية وواقع عربى أهل للتفاعل المعرفى بين عقول العالم فى حرية وتنافس ندى على مستوى حضارى لائق باسم مصر وحضارتها …
فكيف تم ذلك ؟
تم ذلك من خلال تأكيدنا ما طالب به الأستاذ الدكتور أيمن صالح من وجود برنامج جاذب لجميع فئات المجتمع وعودة الثقافة والهوية العربية إلى مكانها الحقيقى فجاءت جميع الفعاليات هادفة وجاذبة وجعلنا من اللغة العربية أداء لأهداف كثيرة ومتعددة .
فى هذا اليوم كانت اللغة العربية أداة دبلوماسية على منضدة الحوار مع السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية الذى شرفت بإدارة الحوار معه تحت عنوان : اللغة العربية أداة دبلوماسية فى واقع عربى ودولى جديد. .
كانت اللغة العربية من خلال الإعلام المصرى لها دورا كبيرا فى توجيه الرأى واستثارة الحساسية الجمالية للمتلقى غير الناطق بالعربية ( الإعلام المرئى والمكتوب ) ، جاء ذلك من خلال ندوة اللغة العربية الإعلام والأجانب ، والربط بين الإعلام وتلقى الطالب الأجنبى فى مصر لكتابات هؤلاء الإعلاميين داخل الصحف المصرية من خلال مادة المطالعات التى أشرف يتدريسها لهؤلاء الطلاب داخل كلية الألسن التى أنتمى لها علميا ووظيفية ولولاها ولولا أساتذة الألسن ما كنت أنا اليوم …
جمعت هذه الندوة بين كبار الإعلاميبن والإعلاميات ( ا.منى رجب – ا. سوزان حسن – ا. عبد البصير حسن – ا.سمير عمر ) وبين جوهى بارك من كوريا الجنوبية ووانج وى من الصين .
جاءت ندوة اللغات المصرية القديمة وأثرها على اللغة العربية طل فيها علينا الأستاذ الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار الأسبق بمعلومات جديدة علينا لا تكفى هذه السطور لسردها .
وندوة اللغة العربية والهوية بين الأدب والواقع جمعت بين أعلام فى الطب والكتابة ( أ.د أسامة الشاذلى – أ.د ريم بسيونى – أ.د مارك مالهوسلور )
وفى الصباح من هذا اليوم حضر إلى حرم جامعة عين شمس لفيف من سفراء الدول العربية والأجنبية والعديد من الدبلوماسيين وتم إلقاء الشعر ، وعدد من الفقرات الفنية المتنوعة والمتميزة لكورال الجامعة المتميز وفنون شعبية من تراثنا العربى لمنتخب الجامعة ، وفى لمسة راقية من الجامعة تم تكريم رواد الكتابة العربية ، وتكريم الفائزين فى المسابقات المتعددة التى أشرفت الجامعة على تنظيمها ….
وفى ختامى سلام :
قيادات جامعة عين شمس : الأستاذ الدكتور محمود المتينى – الأستاذ الدكتور أيمن صالح المشرف والمنظم للاحتفالية الأستاذ الدكتور عبد الفتاح سعود ، الأستاذة الدكتورة غادة فاروق
يا من يؤرقهم فعل الحاضر وحلم المستقبل .. حاضر ومستقبل الوطن والإنسان
لقد أثبتم للعالم كله أن ” الثقافة العربية – أمس واليوم وغدا … حياة واستمتاع “
ولا أجد أجمل من هذا لكى أقول ل 2022 وداعا
وأهلا 2023 فكونى بردا وسلاما على قلوبنا … الكل يقول أحبك !