قدم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، عرضا حول الجهود المبذولة لتنمية المحافظة، وصعيد مصر بوجه عام، جاء تحت عنوان ( صعيد مصر على أجندة التنمية المستدامة)، حسبما نقلت صفحة مجلس الوزراء.
واستهل رئيس مجلس الوزراء عرضه التقديمي بتوجيه التهنئة للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وجميع الحضور، بحلول العام الميلادي الجديد، كما هنأ الدكتور مصطفى مدبولي أبناء مصر الأقباط بحلول عيد الميلاد المجيد.
وعبر رئيس الوزراء عن ترحيبه بالسيد الرئيس والحضور في مدينة سوهاج الجديدة، وهي إحدى مدن الجيل الثالث؛ مشيرا إلى أن مدن الجيل الثالث كان يطلق عليها “مدن التوأمة” مثل أسيوط وأسيوط الجديدة، وأغلب هذه المدن في الصعيد، مؤكدا أنه على الرغم من أن هذه المدينة صدر قرار إنشائها منذ بداية هذه الألفية ولكن حتى العام 2014 كان من يقطن هذه المدينة، بضع عشرات من الأسر.
وتابع: “عندما شرُفت بتولي مسئولية وزارة الإسكان، قمت بجولة في هذه المدينة، ورأيت وقتها بضع عشرات من العمارات السكنية بدون أي خدمات أو اتصال مع مدينة سوهاج القديمة، والحقيقة أنه في ظل توجيهات فخامة الرئيس بسرعة إعمار وتنمية مدن الصعيد، كانت مدينة سوهاج الجديدة من أهم المدن التي تم التركيز عليها لتنفيذ تنمية حقيقية، وهذا ما ترونه اليوم على أرض الواقع”.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن جامعة سوهاج الجديدة ـ التي تشهد احتفالية اليوم ـ كان قد صدر قرار بتخصيص الأرض لها في عام 2006، ومنذ ذلك الوقت لم يُنشأ حتى عام 2015 سوى مبنى واحد وهو “مجمع المُدرجات”، كما أطلقوا عليه، موضحاً أن الحجم الهائل من التنمية التي تمت في هذه الجامعة هو نتاج الجهود التي تمت في آخر 4 سنوات، إذ أنه من المعروف أن الجامعات والخدمات هي من قاطرات ومراكز وبؤر التنمية التي تجذب السكان لكل أماكن التنمية الجديدة.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي إن الهدف من وراء الجهود التي بذلت خلال السنوات الثماني الماضية، يتمثل في تحسين جودة حياة المواطن المصري، الذي يمثل الهدف والغاية لجهود كافة مؤسسات الدولة، بتوجيهات فخامة الرئيس، حيث تعمل جميعها من أجل تحقيق هذا الهدف المنشود، مضيفا أنه عندما نتذكر الوضع هنا قبل عام 2014، عندما كان هناك حجم كبير من تراكم المشكلات والتحديات وتدني مستوى الخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين على مدار عقود.
وفي هذا السياق، عرض “مدبولي” مجموعة من اللقطات المصورة التي كانت قد التقطت لعدد من المناطق في سوهاج قبل أعمال التطوير، منها على سبيل المثال صورة المعديات على ضفتي نهر النيل والتي تم الاستعاضة عنها بالكباري والمحاور لتسهيل وتأمين حركة نقل المواطنين بين ضفتي النهر، وكذا صور لمشاهد انقطاع الكهرباء، وصور أخرى توضح غياباً شبه تام لخدمة الصرف الصحي، وتدني مستويات المدارس والوحدات الصحية والخدمات.
وأضاف رئيس الوزراء: “من أجل كل ما سبق كان لزاماً على الدولة التدخل الفوري من أجل تحقيق أهم حقوق الإنسان، وهو أن يكون له القدرة على الحصول على الخدمات الأساسية التي تُمكنه من الحصول على خدمات جيدة وجودة حياة حقيقية، لذلك كان كل عمل الحكومات المتعاقبة منذ 2014 يتركز على إنجاز أعمال التنمية والتطوير التي تشاهدونها اليوم على مستوى الجمهورية وعلى الأخص في الصعيد، لأن الصعيد بالفعل كان مهملا لعقود طويلة”.
وتابع: “كانت الأولوية لتوفير سبل الرعاية الصحية، ومنظومة التأمين الصحي الشامل، حيث تدخل محافظتي الأقصر وأسوان ضمن المرحلة الأولى، وستكون سوهاج ضمن المنظومة في المراحل التالية، كما كان من أولوياتنا أيضا تحسين جودة النظام التعليمي، والانتهاء من مشكلة السكن غير الآمن، وهو البرنامج الذي تم تنفيذه على مستوى الجمهورية وكان لسوهاج ومحافظات الصعيد نصيب منه أيضا، كما ركزنا أيضاً على التوسع في شبكات الحماية الاجتماعية، وتطوير خدمات الإسكان والمرافق، وتطوير الخدمات الأساسية من كهرباء وغاز ونقل ومواصلات، فضلاً عن توفير فرص العمل وتنمية المشروعات الصغيرة لشبابنا”.
وأشار رئيس الوزراء إلى توجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن يكون الصعيد وشبابه على رأس أجندة العمل الوطني في هذه المرحلة، لافتا إلى أن حجم الاستثمارات التي تم ضخها في محافظات الصعيد على مدار السنوات الثماني الماضية بلغ 1.5 تريليون جنيه من إجمالي 7 تريليونات جنيه من الاستثمارات التي نفذت أو يتم استكمال تنفيذها على مستوى الجمهورية، وهو ما يمثل نحو ربع الاستثمارات الكلية التي أنفقتها الدولة تم تخصيصها لمحافظات الصعيد.
وأضاف أن هذا الإنفاق انعكس في صورة حجم هائل من المشروعات في كل المجالات بدءا من مشروعات: مياه الشرب والصرف الصحي، ومشروعات الكهرباء والإسكان وخدمات الري، مثل مشروع قناطر أسيوط التي افتتحها رئيس الجمهورية، كذلك تم تدشين منظومة كاملة للتموين والسلع، وكذلك مشروعات الخدمات الصحية، إلى جانب مشروعات الطاقة المتجددة في أسوان، ومشروعات الاستصلاح الزراعي في توشكى وشرق العوينات، وغرب المنيا، وبني سويف، وكلها مشروعات أسست لزيادة الرقعة الزراعية وكذا لخلق مزيد من فرص العمل في الصعيد، كما تم إنشاء عدد من المناطق الصناعية.
وتابع: “بالتركيز على محافظة سوهاج، فإن حجم الاستثمارات المنفذة والجاري إنهاؤها بالمحافظة، اعتبارا من منتصف 2014 حتى ديسمبر 2022 تجاوز 102 مليار جنيه في المحاور الستة للتنمية وهي: الصناعة، والنقل والمواصلات، والخدمات التعليمية، والخدمات الصحية، والإسكان والمرافق الأساسية، والحماية الاجتماعية ومشروعات “حياة كريمة”.