حذرت كريستين لاغارد اليوم الخميس الأسواق المالية من أن المركزي الأوروبي عازم على “الاستمرار في المسار”، وأشارت إلى أن مزيداً من الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة تنتظر خفض التضخم. وفي التعليقات التي عززت اليورو. وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إن الأسواق يجب أن تتخلى عن وجهة نظرها بأن البنك المركزي سيبطئ قريباً ارتفاع معدلاته استجابته للإشارات التي تشير إلى أن التضخم في منطقة اليورو قد بلغ ذروته. وأضافت لاغارد: “أود أن أدعو الأسواق المالية إلى مراجعة موقفها”. وعلى وقع تصريحات لاغارد المتشددة، ارتفع اليورو بنسبة 0.2 في المئة في مقابل الدولار مباشرة، وتم تداوله عند 1.0821 دولار، كما ارتفعت تكاليف الاقتراض لحكومات منطقة اليورو بحسب “فايننشال تايمز”. ومن المقرر أن يجتمع واضعو أسعار الفائدة في مجلس الإدارة المقبل في الثاني من فبراير (شباط) المقبل، إذ من المتوقع أن يرفعوا سعر الفائدة على الودائع للبنك المركزي الأوروبي بمقدار 50 نقطة أساس إلى 2.5 في المئة. وتثير ملاحظات لاغارد فرص زيادة أخرى بمقدار 50 نقطة أساس في الاجتماع التالي للمجلس في مارس
من جانبها قالت سيلفيا دال أنغيلو، كبيرة الاقتصاديين في “فيديريتيد هيرميز “للصحيفة: “على المدى القصير، تم تحديد مسار البنك المركزي الأوروبي وستزيد الأسعار أكثر في الأشهر المقبلة.” وكان قد رفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بما مجموعه 2.5 نقطة مئوية العام الماضي لمكافحة الارتفاع في الأسعار الذي وصل فيه التضخم إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 10.6 في المئة في أكتوبر (تشرين الأول) ومع ذلك، لا تزال معدلات منطقة اليورو أقل من تكاليف الاقتراض في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وتعتقد الأسواق بشكل متزايد أن أسعار الفائدة الأميركية تقترب من ذروتها وأن الاحتياطي الفيدرالي سيتحول من نصف نقطة إلى ربع نقطة في ارتفاع الأسعار في الأشهر المقبلة. في حين أدت مثل هذه التوقعات بزيادات أقل لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة إلى تكهنات بأن واضعي أسعار الفائدة في أماكن أخرى يمكن أن يحذو حذوها. \ومع ذلك قال كريشنا جوها، من شركة الأبحاث “إيفركورأي إس آي”، إن البنك المركزي الأوروبي كان “في وقت سابق في دورة التشديد من بنك الاحتياطي الفيدرالي” وأن “مساره الافتراضي” هو الاستمرار في تحركات نصف نقطة في كل من اجتماعات فبراير (شباط) ومارس (آذار). وأضافت لاغارد أن جميع مقاييس التضخم الرئيسة والجوهرية لا تزال مصدر قلق للبنك المركزي في فرانكفورت. وقالت: “التضخم بكل المقاييس مرتفع للغاية”.
وكان قد انخفض معدل التضخم العام في الأشهر الأخيرة، لكن المقياس الأساسي – الذي يستبعد التحركات في أسعار المواد الغذائية والطاقة وينظر إليه على أنه مقياس أفضل لضغوط الأسعار الأساسية – ارتفع في العام حتى ديسمبر (كانون الأول) إلى 5.2 في المئة، من خمسة في المئة في الشهر السابق. وقال فريدريك دوكروزيت، الاقتصادي في بستيت لإدارة الأصول، “سيستغرق الأمر أشهراً عدة قبل أن يتراجع التضخم الأساسي إلى مستويات تجعل البنك المركزي الأوروبي أكثر راحة”. وأضاف: “يبدو أن جميع مسؤولي البنك المركزي الأوروبي تقريباً متحدون في معركتهم ضد التضخم، والحمائم والصقور على حد سواء.” وقالت لاغارد إن أسعار الفائدة يجب أن تكون “في منطقة مقيدة” لفترة كافية لضمان تراجع التضخم إلى هدف البنك البالغ اثنين في المئة “في الوقت المناسب”.وجاءت تعليقاتها في الوقت الذي بيعت فيه سندات الحكومة الإيطالية خلال اليوم، مع ارتفاع العائد على سندات الدولة ذات العشر سنوات 0.09 نقطة مئوية إلى 3.83 في المئة. وتتحرك عائدات السندات عكسياً مع الأسعار وتميل إلى الارتفاع بناء على توقعات ارتفاع أسعار الفائدة.كما امتدت عمليات البيع إلى ديون منطقة اليورو الأخرى، إذ ارتفع العائد على سندات الحكومة الألمانية لمدة عامين في وقت مبكر من اليوم، ليصل إلى 0.06 نقطة مئوية أعلى عند 2.51 في المئة في وقت متأخر من الصباح بحسب الصحيفة. وانخفض مؤشر “ستكوكس” للأسهم الأوروبية 600 بنسبة 1.3 في المئة، وكانت جميع القطاعات في المنطقة السلبية. وخسر كل من مؤشر “داكس” الألماني و”كاك 40″ الفرنسي 1.4 في المئة.
إرتفاع الأجور
وأضافت لاغارد أن سوق الوظائف المرنة في منطقة اليورو قد تؤدي إلى ارتفاع الأجور. وقالت: “لم يكن سوق العمل في أوروبا نابضاً بالحيوية كما هو عليه الآن.. عدد البطالة في الحضيض مقارنة بما كان لدينا في السنوات الـ20 الماضية. ومعدل المشاركة، وهو أمر مهم أيضاً. هو أيضاً على مستوى عال جداً جداً، وهذا متجانس إلى حد كبير في جميع أنحاء منطقة اليورو”. وذكرت رئيسة المركزي الأوروبي أنها مسرورة بالإشارات المحسنة من اقتصاد منطقة اليورو. وأضافت: “كانت الأخبار أكثر إيجابية خلال الأسابيع القليلة الماضية”. وتابعت: “لن تكون سنة رائعة في عام 2023، لكنها أفضل بكثير مما كان يخشى”.