تسعى شركة Hypershell الناشئة، ومقرها شانجهاي، إلى الإتيان بفكرة ثورية في مجال تصميم الهياكل الخارجية الداعمة للجسم؛ إذ تعكف الشركة على تطوير هيكل خارجي يعمل بالذكاء الاصطناعي، ويساعد في تخفيف الحِمل عن الشخص عند ذهابه للجري أو التنزه، وتصف الشركة هذا الجهاز بأنه صغير جداً لدرجة أن يتسع في حقيبة الظهر.
وتبدو مواصفات الجهاز لافتة للاهتمام؛ إذ يقل وزنه عن 2 كيلو غرام بقليل، وهو إلى ذلك مزود بـ 14 مستشعراً، ويُثبّت حول منطقة الورك والفخذين عند الارتداء. فهذا الجهاز مصمم لتخفيف حِملٍ قدره 30 كيلو غرام تقريباً عن ظهر المرتدي في أثناء تسلق التلة أو صعود السلالم، وهو أيضاً يزيد تسارع الحركة أو سرعة الجري لديه بما بعادل قوة حصان واحد وفقاً للشركة. وبالنظر إلى أن الإنسان السليم يستطيع توليد قوة تقارب حصاناً واحداً، فمن المفترض بالهيكل أن يضاعف القوة المولدة للإنسان.
جذب التصور الجديد آلاف الداعمين، إذ جمعت الشركة حتى الآن ما يربو عن مليون دولار أمريكي من 2200 داعمٍ. ومع ذلك ما يزال الغموض يكتنف قدرات هذا الجهاز؛ إذ تدعي Hypershell في صفحتها في موقع شركة Kickstarter أنّ الجهاز يزيد عزم الدوران لدى مرتديه بنسبة قدرها 50%، وادعت كذلك أنه يضاعف تسارع الحركة لديه بنحو 4 أضعاف. وتبدو هذه الادعاءات مبهمة إلى حد ما، ولا تقتضي بالضرورة أنها ممكنة التحقيق خلال التجربة العملية عند المشي أو التنزه. كما أن ادعاءات الشركة حول استخدام الذكاء الاصطناعي غير واضحة، ومن غير المستبعد أن العبارة قد استخدمت لتوليد الاهتمام بالمنتج نظراً لكون الذكاء الاصطناعي هو أحد أكثر المواضيع حصولاً على التغطية الإعلامية حالياً.
وفي هذا الصدد يقول جون بول رودريغز، الحائز شهادة الدكتوراه في الطب وجراحة العظام في تكساس: “المشكلة الكبرى في هذا الجهاز هي أننا عندما نتحدث عن آلام أسفل الظهر فإنّ آلام الجهاز العضلي هي مشكلة أكبر في جيلنا، لذلك ليس من المعقول تخفيف الحمل عن الهيكل العظمي وإضعاف العضلات لحماية الساقين”.
وبناء على ذلك يقتضي الأمر الانتظار حتى يخضع الجهاز لاختبارات إضافية على يد خبراء اختصاصيين للتحقق من نجاعته وصلاحيته للاستخدام الآمن، خاصة أن تكلفته لا تتعدى 600 دولار أمريكي، وهو سعر أرخص بعشر مرات من المنتجات الأخرى المشابهة.
هناك نقطة إضافية مهمة عند النظر إلى هذا النوع من المنتجات، وهو احتمال أنها لن تتحول إلى حقيقة أبداً. حيث قدمت العديد من الشركات منتجات تبدو طموحة وثورية تماماً قبل أن تختفي مع أموال الداعمين دون أثر أو تتأخر سنوات قبل تسليم منتجات سيئة وغير مطابقة للمواصفات الموعودة. لذا ومع أن فكرة الحصول على جهاز كهذا (حتى لغرض التجربة فقط) تبدو مثيرة للاهتمام بشدة، فمن المهم إدراك أن الهيكل ليس منتجاً نهائياً بعد، بل أنه لا يزال مجرد حملة أولية بقصد جمع التمويل للتطوير ومن ثم التصنيع.