استقبل الحرم المكي، ليلة أمس السبت، وحدها نحو 1.246 مليون معتمر ومصل، إذ يشهد رمضان هذا العام أعداداً غير مسبوقة من قاصدي المسجد الحرام لأداء العمرة من ملايين المسلمين حول العالم، حيث أظهرت المشاهد المنقولة بشكل مباشر ودائم من المسجد الحرام، المعتمرين “كتفاً بكتف” في مظهر افتقده الحرم منذ عام 2019 بسبب وباء “كوفيد-19″، حيث سجل المعتمرون منذ دخول شهر رمضان حتى الـ20 منه حضوراً قياسياً بواقع 21 مليون مصل ومعتمر، بينما سجلت الـ10 الأواخر، أرقاماً يومية أعلى وأكبر.
وعلى رغم كثافة الأعداد الهائلة للمصلين وعدم انتهاء خطر فيروس كورونا بشكل نهائي، حيث سجلت السعودية، أمس، 129 إصابة جديدة، وظهور فيروس “ماربورغ” الذي أوصت السعودية بعدم سفر مواطنيها إلى جمهورية غنينا وجمهورية تنزانيا بعد تفشي المرض بها، إلا أن ذلك لم يؤثر على إجراءات العمرة، وسط اتخاذ احتياطات شديدة، من جانب الجهات الصحية في المنافذ السعودية.
وفي هذا الصدد كشف الرئيس العام لرئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن السديس، أن الخطط الوقائية للحد من انتقال الأمراض والأوبئة، نفذت عمليات تطهير وتعقيم جميع الحواجز الأمنية بالمسجد الحرام، مستخدمة المطهرات والمعقمات والمعطرات، لاستقبال المصلين خلال الصلوات، وبات المسجد الحرام أكثر الأماكن تعقيماً على مستوى العالم، مشيراً إلى فضل توظيف الأنظمة الحديثة وروبوتات الذكاء الاصطناعي لتعقيم وتطهير متكامل للأجواء والأسطح والأراضي والهواء وجميع أروقة الحرم.
وأوضح السديس أنه يشارك في عملية تنظيف وتعقيم المسجد 11 روبوتاً، وأكثر من 600 مضخة إلكترونية ويدوية لتعقيم الأسطح، و500 معقم إلكتروني للأيادي بخاصية الاستشعار، إضافة إلى 1250 أداة ومعدة لتعقيم الحرم المكي الشريف بأعلى المواصفات المطلوبة للتعقيم، وتعمل أجهزة البخار الجاف على نشر الرذاذ على مساحات واسعة من مسطحات الحرم المكي الشريف، وتستمر في الأجواء لأكثر من ساعتين للحد من انتشار العدوى بين حجاج ومعتمري بيت الله الحرام.
وتتسابق الجهات السعودية الصحية والأمنية في تقديم خدماتها لزوار المسجد الحرام للصلاة أو العمرة ممن يلقبون سعودياً بـ”ضيوف الرحمن”، في وقت أعلنت فيه وزارة الحج والعمرة السعودية، أمس السبت، استضافة المعتمرين السودانيين العالقين، بعد الأحداث المضطربة التي تشهدها الخرطوم، وذلك بعد أن قرر مطار الملك عبدالعزيز الدولي بمدينة جدة إيقاف خمس رحلات متجهة مباشرة إلى السودان، رحلتان عادتا من الجو، والثلاثة الأخرى تم إيقافها في المطار.
وقامت إدارة الأزمة بالمطار بعقد اجتماع فوري مع الجهات الحكومية والخاصة، لاتخاذ الإجراء المناسب الذي يصب في مصلحة المعتمرين السودانيين، فقررت استضافتهم وتقديم جميع الخدمات لهم وإسكانهم.
وكانت الخطوط السعودية أعلنت، أمس، أن طائرتها من طراز “إيرباص (A330) ” قد تعرضت لإطلاق نار في مطار الخرطوم الدولي أثناء تجهيزها لرحلة العودة وعلى متنها طاقم الطائرة والركاب متجهة إلى الرياض ولحقت بها أضرار، وقامت على أثر الأوضاع الأمنية في البلاد بإيقاف رحلاتها من وإلى السودان حتى إشعار آخر.
ووفقاً لتقرير لقناة “الإخبارية” السعودية، فإن الوزارة استضافت ثلاثة أنواع من السودانيين بالمطار، الأول من أتى للعمرة، والثاني الذي جاء للسعودية ترانزيت من دولة أخرى، والثالث الذي جاء عن طريق الترانزيت الداخلي.