شاركت المملكة العربية السعودية بأكبر وفد من رجال الأعمال والشركات السعودية في قمة الاستثمار بالولايات المتحدة لعام 2023، لترويج الاستثمار والصادرات التي اختتمت أعمالها مساء الجمعة بمشاركة 4900 شخص من 88 دولة.
شاركت المملكة العربية السعودية بوفد يضم 75 رجل أعمال ورؤساء شركات ومسؤولين حكوميين وممثلين من وزارات الطاقة والسياحة والتجارة الخارجية، برئاسة بدر البدر نائب وزير الاستثمار السعودي، وهو يُعدّ أكبر وفد سعودي يشارك في القمة السنوية الأميركية لترويج الاستثمار.
قال البدر، في مؤتمر أقامه «مجلس الأعمال السعودي الأميركي»، و«شركة هاني ويل»، إن «العالم شهد مشكلات تتعلق بتفشي وباء (كوفيد)، وتعطل في سلاسل التوريد، ثم مشكلات جيوسياسية ومعدلات تضخم مرتفعة، واضطرت المصارف المركزية إلى رفع أسعار الفائدة على كثير من الدول، مما زاد من الضغوط الاقتصادية».
وأوضح نائب وزير الاستثمار أن المملكة العربية السعودية عملت، في ظل هذه الظروف، على تعزيز الاستثمار وخلق بيئة يطمئن لها المستثمرون، وحققت أكبر نمو في الناتج القومي الإجمالي منذ إطلاق «رؤية 2030» لتنويع الاقتصاد السعودي، وبلغ الناتج القومي 1.1 تريليون دولار ارتفاعاً من 600 مليار دولار قبل إطلاق الرؤية.
شدد البدر على أن «(رؤية 2030) التي أطلقها سمو ولي العهد ورئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان تُعدّ أبرز تحول في تاريخ المملكة العربية السعودية لفتح المجال لنمو القطاع الخاص وخلق فرص استثمارية وإنشاء شركات أجنبية، وقد أعلنت 108 شركات إقليمية نقل مقراتها إلى الرياض خلال العامين الماضيين، منها 26 شركة أميركية، لوجود فرص استثمارية واسعة وفرص شراكة مربحة مع الشركات السعودية».
أشار البدر إلى فرص استثمارية واسعة في قطاع الصحة السعودية، وفي قطاع المواصلات والسياحة والترفيه، مشيراً إلى أنها «فرص غير مسبوقة للشركات الأميركية، حيث تسعى السعودية لاستثمار تريليون دولار، وجذب 100 مليون زائر بحلول 2030». وتفاخر هنا بزيادة مشاركة المرأة السعودية في الاقتصاد، حيث بلغت 37 في المائة ارتفاعاً من 29 في المائة قبل 5 سنوات.
من جانبها، أشادت سوزان ليندمان المدير التنفيذي لـ«مجلس الأعمال السعودي الأميركي» (USSBC) بالمشاركة السعودية الكبيرة في مؤتمر «SelectUSA»، التي «تعكس الصعود الاقتصادي المبهر للمملكة العربية السعودية على المستوى العالمي».
ووفقاً لتقارير خبراء الصناعة، تستثمر المملكة العربية السعودية في مشاريع عقارية، ومشاريع بنية تحتية ضخمة بقيمة تريليون دولار أميركي، تشمل قطاع السياحة، من خلال تطوير 315 ألف غرفة فندقية، ومضاعفة عدد الفنادق خلال الخمس سنوات المقبلة، بهدف جذب 100 مليون زائر بحلول 2030، مع التركيز على إنشاء مشروع يخدم هذا الهدف، يتمثل في «مشروع نيوم»، ومشروعات عقارية وبنية تحتية وتنمية أخرى، مما يسلط الضوء على الخطط القوية لتنفيذ «رؤية 2030» لتنويع الاستثمار، وأن تصبح المملكة العربية السعودية وجهة رئيسية للسياح والمستثمرين.
تُعد قمة «SelectUSA للاستثمار في الولايات المتحدة»، من أبرز الفعاليات الأميركية التي تستضيفها وزارة التجارة الأميركية. وتعمل إدارة الرئيس جو بايدن على تشجيع الاستثمار في مجال الطاقة النظيفة وخلق فرص عمل، وصياغة مسارات للنمو الاقتصادي للمستقبل.
وخلال القمة، أكدت وزيرة التجارة الأميركية، جينا ريموندو، على أن إدارة بايدن فخورة بأن الولايات المتحدة لا تزال الوجهة الأولى للاستثمار الأجنبي المباشر، وأن هذه القمة تدعم جذب الاستثمارات والاحتفاء بالمشاريع الناجحة من شركاء الاستثمار في جميع أنحاء العالم.
وأشارت إلى مشاركة أكثر من 2300 مستثمر أجنبي إضافة إلى مسؤولين كبار بالإدارة الأميركية، و16 من حكام الولايات والأقاليم الأميركية، و21 من السفراء ورؤساء البعثات والوفود الأجنبية. ومن المقرر أن تعقد القمة المقبلة في الفترة من 23 إلى 26 يونيو (حزيران) عام 2024، في منتجع «جاي لورد» بولاية ميريلاند الأميركية.