كشفت شركة سامسونج يوم الاثنين أنها تبحث مع مصرف كوريا الجنوبية إطلاق عملة رقمية «غير متصلة بالإنترنت» تعمل مع أجهزة (جالاكسي) Galaxy.
وقالت عملاقة الإلكترونيات الاستهلاكية الكورية الجنوبية إنها وقّعت مذكرة تفاهم مع المصرف المركزي في البلاد لإجراء بحث تقني عن العملة الرقمية.
وأضافت سامسونج أن عملة المصرف المركزي الرقمية، التي تعتزم إطلاقها، تمتاز بأنها تدعم العمل «دون اتصال بالإنترنت» ويمكن إرسالها بين مالكي هواتف (جالاكسي) الذكية والساعات الذكية بفضل شريحة آمنة تُدمج في الأجهزة.
وأوضحت الشركة أنه يمكن أن تتم المدفوعات بين الأجهزة من خلال استخدام تقنية (الاتصال القريب المدى) NFC المدمجة في الهواتف الذكية، لتمكين المدفوعات غير التلامسية.
وقالت سامسونج إنها طوّرت حلًا يُطبِّق تقنية (الاتصال القريب المدى) على عملات المصرف المركزي الرقمية العام الماضي. وأضافت الشركة أن هذا سمح للمستخدمين بإجراء عمليات الدفع حتى حينما لا يكون لديهم اتصال بالإنترنت.
وفي بيان صحفي نُشر يوم الاثنين، قالت سامسونج إنها تتطلع مع مصرف كوريا إلى «مواصلة البحث عن كيفية تقليل المخاطر الأمنية المرتبطة بالمدفوعات خارج الإنترنت، لدعم المعاملات الموثوقة في حالات الطوارئ حتى بدون اتصال بالشبكة».
وقال (سونغهون لي)، النائب الأول لمحافظ مصرف كوريا في بيان صحفي: «نحن سعداء جدًا لأن نكون أول مصرف مركزي يطور تقنية عملات المصرف المركزي الرقمية غير المتصلة بالإنترنت بالشراكة مع سامسونج إلكترونيكس».
وأضاف: «من خلال إنشاء مذكرة التفاهم هذه، نرجو أن تواصل جمهورية كوريا ريادتها في مجال تقنية عملات المصرف المركزي الرقمية غير المتصلة بالإنترنت، وهو قطاع تستكشفه المصارف المركزية العالمية بنشاط».
وقال (وون جون تشوي)، نائب الرئيس التنفيذي لتجربة الهاتف المحمول في سامسونج: «لقد سمح لنا هذا التعاون مع مصرف كوريا بتطبيق ابتكارات سامسونج الأمنية المتقدمة في مجال العملات الرقمية».
وأضاف: «نتوقع أن يقدم تعاوننا مساهمة قيمة في النهوض بتقنية عملات المصرف المركزي الرقمية العالمية غير المتصلة بالإنترنت».
ويعمل عدد من البلدان؛ من الصين إلى الولايات المتحدة، على تطوير أبحاثها وتجاربها في ما يسمى بعملات المصرف المركزي الرقمية للمصارف المركزية على أمل أن يصبح من الأسهل على المستهلكين إرسال الأموال على الفور.
وأنشأت الصين بالفعل نسخة رقمية من اليوان الصيني وتُجري تجربة لعملتها الرقمية للمصرف المركزي في العديد من المدن، في حين تدرس الولايات المتحدة أيضًا من كثب إمكانية طرح نسخة رقمية من الدولار، وكيف سيعمل ذلك.
وأثار بعض المعلقين تساؤلات بشأن الجوانب العملية لإصدار عملات المصرف المركزي الرقمية، نظرًا إلى مدى سهولة إجراء التحويلات بالطرق المتاحة حاليًا، مثل: الخدمات المصرفية عبر الإنترنت، وتطبيقات تحويل الأموال، والعملات المشفرة.
وتتيح العديد من العملات الرقمية التي تطورها شركات خاصة للناس حاليًا إجراء مدفوعات شبه فورية أيضًا. ولكن يُعاب على الغالبية العظمى من العملات المشفرة، مثل: البيتكوين، أنها شديدة التقلب. وقد رُوِّج للعملات المستقرة كحل ممكن لهذا، ومع ذلك فإن الحكومات حذرة من العملات الرقمية التي تصدرها الشركات الخاصة.
ومع ذلك، لا تزال هناك مشكلات واضحة للشركات حينما يتعلق الأمر بالتسويات الفورية للمعاملات. فالطريقة التي يُعدُّ بها النظام المصرفي تعني أن الأمر قد يستغرق في كثير من الأحيان أيامًا لتسوية المدفوعات من عملاء التجار.
وتعد هذه النقطة مصدر إزعاج ترجو الشركات الخاصة والحكومات معالجتها من خلال التقنيات الجديدة، ومن ذلك: سلسلة الكتل والعملات الرقمية.