أفادت شبكة (سي إن بي سي) CNBC الإخبارية الأمريكية بأن جهود جوجل لإضافة تقنية الذكاء الاصطناعي الجديدة بسرعة إلى منتجاتها الأساسية تشق طريقها إلى عالم الإعلانات.
ووفقًا لوثائق داخلية اطلعت عليها شبكة (سي إن بي سي)، فقد أعطت الشركة الضوء الأخضر لخطط استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي تغذيه نماذج اللغات الكبيرة، لأتمتة الإعلانات وخدمات المستهلكين التي تدعمها الإعلانات.
وتُظهر الوثائق أن مجموعات معينة داخل جوجل تخطط الآن لاستخدام الأدوات التي تعمل بنموذج اللغة الكبير (بالم 2) للسماح للمعلنين بإنشاء مواد الوسائط الخاصة بهم، واقتراح مقاطع فيديو لمنشئي المحتوى في يوتيوب ليقوموا بإنشائها.
وفي الأسبوع الماضي، كشفت جوجل النقاب عن نموذج اللغة الكبير الأحدث والأقوى (بالم 2) PaLM 2 الذي دُرِّب على استخدام البيانات النصية لتقديم ردود شبيهة بردود البشر للأسئلة والأوامر.
وتعمل جوجل أيضًا على اختبار (بالم 2) لمحتوى الشباب في يوتيوب لمساعدتهم في إنشاء العناوين، والأوصاف وغير ذلك. وبالنسبة لمنشئي المحتوى، فإن الشركة تستخدم التقنية لتجربة فكرة تقديم خمس أفكار للفيديو بناءً على الموضوعات التي تبدو ذات صلة.
ومع الموجة العارمة لروبوتات الدردشة القائمة على تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي التي اجتاحت بسرعة صناعة التقنية، فإن جوجل ومنافساتها، مثل: مايكروسوفت، وميتا، وأمازون، تتسابق لتضمين أكثر نماذج اللغة الخاصة بها تقدمًا في أكبر عدد من المنتجات.
وكان الإلحاح حادًا بصورة خاصة بالنسبة إلى جوجل منذ الإطلاق العام في أواخر العام الماضي لروبوت الدردشة (شات جي بي تي) ChatGPT من شركة أبحاث الذكاء الاصطناعي (أوبن أي آي) OpenAI التي تدعمها بقوة مايكروسوفت، والذي أثار قلق جوجل من أن مستقبل البحث في الإنترنت أصبح فجأة في يد غيرها.
وفي الوقت نفسه، كانت جوجل غارقة لمدة من الوقت في النمو الهامشي البطيء للإيرادات بعد ما يقرب من عقدين من التوسع المستمر والسريع.
ومع تزايد المخاوف من حدوث ركود اقتصادي منذ العام الماضي، كان المعلنون يترنحون في ميزانيات التسويق عبر الإنترنت، مما أدى إلى إحداث فوضى في جوجل وفيسبوك وغيرهما.
وبالنسبة إلى جوجل، انخفضت معدلات التحويل للإعلانات المأجورة في محرك البحث هذا العام في معظم الصناعات.
وإلى جانب البحث والبريد الإلكتروني وجداول البيانات، تريد جوجل، وفق ما كشفت الوثائق، استخدام عروض الذكاء الاصطناعي التوليدي لزيادة الإنفاق بهدف رفع الإيرادات وتحسين الهوامش.
وكشفت الوثائق أيضًا أنه من المحتمل أن تعمل إستراتيجية دعم العملاء التي يدعمها الذكاء الاصطناعي عبر أكثر من 100 منتج من منتجات جوجل، مثل: متجر (جوجل بلاي)، وخدمة البريد الإلكتروني (جيميل)، وخدمة الخرائط.
ويمكن أن توفر روبوتات الدردشة للدعم الآلي إجابات محددة من خلال جمل بسيطة وواضحة وتسمح بالاستمرار مع الأسئلة المترابطة قبل اقتراح خطة إعلانية تناسب العميل المستفسر على نحو أفضل.
وتعمل جوجل أيضًا على منتجها الداخلي الشبيه بتقنية (الانتشار المستقر) لإنشاء الصور. ويمكن لتقنية (الانتشار المستقر)، المشابهة لنموذج اللغة DALL-E من (أوبن أي آي)، عرض الصور بسرعة في أنماط مختلفة مع التوجيه المستند إلى النص من المستخدم.
ويقول الموقع الإلكتروني لهذا الحدث: «ستكتشف كيف يمكن أن تساعد حلول الإعلانات التي يدعمها الذكاء الاصطناعي في مضاعفة خبرتك التسويقية وتحقيق نتائج أعمال قوية في الاقتصاد المتغير اليوم».