في واحدة من القصص الطريفة والمؤسفة بنفس الوقت، منح أستاذ جامعي في جامعة تكساس لعلوم الزراعة والميكانيك معظم طلابه علامة رسوب للأبحاث النهائية التي قدموها، وبذلك علق إجراءات التخرج لعدد كبير من هؤلاء الطلاب. حيث كان الأستاذ الشاب قد استعان، خاطئاً، بروبوت المحادثة الشهير ChatGPT لتقييم مصداقية الأوراق المقدمة له.
وفق ما بدأ كمنشور على منصة Reddit، قام الأستاذ الجامعي Jared Mumm بإدخال جميع الأوراق البحثية النهائية التي تم تقديمها من قبل الطلاب إلى روبوت المحادثة الشهير ChatGPT، ومن ثم سأله إن كان قد شارك بكتابة أي من هذه الأوراق البحثية (وهو ما يصنف كغش في المجال الأكاديمي)، وكان قد قال في رسالة لطلابه: “سأنسخ إجاباتكم وألصقها في روبوت ChatGPT حتى يخبرني إن كان أعطاكم هذه الإجابات أم لا”. وعندما أتى جواب الذكاء الاصطناعي بالإيجاب، سارع الأستاذ بمنح طلابه علامات الرسوب وحرمانهم بذلك من التخرج.
بالطبع لا يعد روبوت المحادثة معداً لهذا النوع من الغايات أبداً، فهو لا يفهم السياق أو الطلبات الموجهة إليه حقاً ولا يمتلك الوعي، بل أنه يولد النصوص بناءً على تدريبه وما يقدمه له المستخدمون فقط، لذا من الشائع أن يجيب ChatGPT والخدمات المشابهة بشكل خاطئ ومضلل، ولو أن الإجابات عادة ما تكتب بطريقة مقنعة. وفي السابق كان ChatGPT قد أجاب بنعم على كونه كتب أجزاء من الملحمة الإغريقية الشهيرة، الإلياذة، بالإضافة للعديد من الأعمال الأدبية الأخرى.
لجعل الأمر مضحكاً أكثر، قام مستخدمو Reddit بإدخال أطروحة الدكتوراه الخاصة بالأستاذ الذي بدأ القصة أصلاً إلى ChatGPT، وأجابهم روبوت المحادثة بأن النص يحمل علامات واضحة على كونه مولداً بالذكاء الاصطناعي، وذلك على الرغم من أن الأطروحة منشورة قبل ظهور ChatGPT أو النماذج اللغوية الكبيرة الأخرى.
، سأل روبوت ChatGPT عما إذا استخدمه طلابه في إنجاز أبحاثهم النهائية، فأعلمه أن جميع الطلاب استعانوا به لكتابة مقالاتهم البحثية، وهو ما يعد غشاً في معظم المنشآت التعليمية.
ونتيجة لهذا الأمر قرر الأستاذ الدكتور، جاريد مام Jared Mumm، ترسيب طلابه جميعاً بسبب هذا الادعاء الكاذب، علماً بأن معظم أولئك الطلاب كانوا على وشك التخرج في هذا الشهر. وعلى نحو غير مستغرب تبين لاحقاً أن روبوت ChatGPT قد اختلق هذه المزاعم كلها. وكان مام قد كتب مذكرة لطلابه قال فيها: “سأنسخ إجاباتكم وألصقها في روبوت ChatGPT حتى يخبرني إن كان أعطاكم هذه الإجابات أم لا”، وبعدها عرض عليهم فرصة لإصلاح الأمر وكتابة المقالات الثلاثة الأخيرة لكي يتخرجوا.
يذكر أن الجامعة كانت قد أصدرت تصريحاً لتوضيح الحادثة بعد الاهتمام الذي حظيت به، وقالت: “لم يرسب أي طالب أو يمنع من التخرج بسبب هذه القضية”، لكنها أكدت أن شهادات التخرج ما تزال معلقة حتى الآن لأن الأستاذ يعمل مع الطلاب “لمعرفة إن استخدموا الذكاء الاصطناعي في كتابة مقالاتهم، ولتحديد درجة اعتمادهم عليه، إن فعلوا ذلك حقاً”.
يذكر أنه قد ظهر عدد من البرمجيات التي تدعي كونها قادرة على اكتشاف النصوص المكتوبة من قبل الذكاء الاصطناعي التوليدي في الأشهر الأخيرة، لكن ولدى التجربة، تبدو هذه الأدوات ضعيفة القدرات وتعطي إجابات خاطئة في عدد كبير من الحالات سواء من حيث تخمين أن نصوص الذكاء الاصطناعي مكتوبة من بشر، أو الحالة المعاكسة.