حذر تقرير إسرائيلي من أن التطبيع بين تل ابيب والرياض سيفتح الباب أمام التسلح النووي بالمنطقة وعلى رأسها مصر.
وقال موقع “مكور راشون” الإخباري الإسرائيلي، إنه قد انتشرت في الآونة الأخيرة أنباء في وسائل الإعلام عن مفاوضات سرية بين إسرائيل والسعودية بشأن اتفاقية تطبيع، وسيكون لمثل هذا الاتفاق تأثير كبير على مستقبل الشرق الأوسط ولكن ليس بالضرورة إلى الأفضل.
وقال دانيل بن نمير، المحلل السياسي بالموقع العبري، إنه بعد عام من اليوم ، في صيف 2024، وعلى مروج البيت الأبيض سيهنئ الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بمناسبة توقيع اتفاقية التطبيع بين المملكة العربية السعودية و إسرائيل، وستغطي وسائل الإعلام من جميع أنحاء العالم الحدث التاريخي، وفي الأيام التالية، ستفتح سفارة سعودية لدى تل أبيب وسفارة إسرائيلية لدى الرياض، ويبدأ الجمهور الإسرائيلي بالتدفق إلى “مهد الإسلام” للسياحة والأعمال، ويظهر شيوخ سعوديون في الفنادق الفخمة بالقدس وتل أبيب وفي مواقع مختلفة في إسرائيل.
وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أنه منذ وجود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خضعت البلاد لعملية إصلاح كبيرة، وقبل أيام قليلة أرسل ابن سلمان السعوديون إلى الفضاء.
وأضاف المحلل الإسرائيلي إن محتوى المحادثات للتطبيع بين الرياض وتل أبيب بدأت بالظهور، فبجانب نشر بعض التسريبات عن البنود الدبلوماسية والاقتصادية وحتى تلك المتعلقة بالسلطة الفلسطينية، فقد تم الكشف عن سلسلة من الاتفاقيات الإسرائيلية والأمريكية بخصوص “المشروع النووي” للسعودية حيث تشترط الرياض امتلاك سلاح نووي مقابل التطبيع مع إسرائيل.
وأوضح المحلل الإسرائيلي إن هذا ليس المشروع النووي الايراني ولكنه مشروع نووي سعودي، وتصف الصحافة العالمية أوجه الشبه بين صفقة “إف 35 للسلام” مع الإمارات العربية المتحدة.
وقال: “منذ نشر هذه الكلمات ، كان يمكن للمرء أن يتوقع سماع معارضة استراتيجية دفاعية إسرائيلية حازمة لهذه الفكرة، لكن الجواب على هذا هو أصوات دقيقة نحن خائفون ، بمن فيهم اليهود الأرثوذكس المتطرفون ، يترقبون القرار الدراماتيكي لمستقبل الشرق الأوسط”.
وأضاف إن مشروعا نوويا سعوديا مبرر للمطالبة الإيرانية بمواصلة تطوير مشروعها النووي، على العكس من ذلك، سيبدأ سباق تسلح نووي على الفور في الشرق الأوسط وستقفز دول مثل مصر وتركيا أيضا نحو الأسلحة النووية.
وأشار التقرير الإسرائيلي إلى أن اتفاقيات السلام والتطبيع مع الدول العربية لا تضمن سلاماً حقيقياً بين الأمم ، بل هي بالأساس اتفاقيات “جافة” بين القيادة الإسرائيلية والحكام في الدول العربية. علاوة على ذلك، أثبتت أحداث “الربيع العربي” أن الحكام يمكن أن يسقطوا من حكمهم بضربة واحدة.
وأضاف: “بعد اتفاقيات أبراهام ، كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه كجزء من الاتفاقات ، أعطت إسرائيل موافقتها على توريد طائرات F35 الأمريكية المتطورة إلى الإمارات. كان من الممكن أن يضر هذا الاتفاق بالتفوق الجوي الإسرائيلي، والذي تم تعريفه على أنه حجر الزاوية في سياسة الأمن القومي لإسرائيل. إنما في ضوء الإثارة حول الاتفاقيات الجديدة ، لم يكن هناك أبدًا نقاش عام شامل حول المخاطر المحتملة ، ونحذر من سيناريو مشابه ، وربما في قضية ذات احتمال ضرر أكبر بكثير وهو النووي السعودي الذي سيجر المنطقة لسباق تسلح نووي”.