أوان الورد .. بقلم : أ.د جهاد محمود عواض
أستاذ الأدب المقارن المساعد بجامعة عين شمس
آن الأوان أن تكون كلماتى عن أوان الورد أوان الأيمن الصالح
الأستاذ الدكتور أيمن صالح طبيب مصرى بارع ومثقف قدير وأستاذ جامعى من قامة الكبار ، اسمه يجمع بين الاستقامة والصلاح والخير فهو اسم على مسمى ،
له عشاق كثيرون فى جامعة عين شمس من أصدقائه وتلامذته ومحبيه ، يتميز بذكاء فطين وقدرة مكينة على النفاذ إلى أصل المشكلات الإدارية وحلها ، أثبت كفاءة عالية فى الإدارة والطب وكان له بفضل عمله نائبا لرئيس جامعة عين شمس مبادرات هامة فى رعاية الباحثين الموهوبين وتشجيعهم بحس صادق وأبوة حانية .
أستطيع أن أقول عن الفترة التى تولى فيها الأستاذ الدكتور أيمن صالح منصب نائب رئيس الجامعة هى أوان الورد ؛ فلقد تصدى بأستاذيته الصارمة وطاقته الإدارية الجبارة لمهمة نائت بها السابقين عليه وهى ترسيخ الانتماء لهذا الكيان الجامعى وتعزيز محبتنا لقصر الزعفران مرة ثانية ، كنتُ واحدة من أبناء الجامعة التى لا تحب دخول قصر الزعفران لأسباب يعرفها الكثيرون ولستُ وحدى فمعى أخريات اختصرن الطريق وآخرون تركوا الجامعة ومصر كلها وهاجروا وتركوا مصر للأبد .
وفى ذروة إنشالغنا نحن المثقفون بملفات ثقافية داخل وزارة الثقافة وبرسالة تعليمية تخص الطالب أهم ضلع من أضلع المثلث وجدنا نورا ينبعث فجأة من الجامعة وملفتا فجعلنا ننجذب مرة أخرى لجامعتنا العريقة ، هذا النور تجلى فى الطاقة الخلاقة المتوهجة والقدرة الإنتاجية العالية متمثلة فى نائب رئيس جامعة عرفته مثقفا خلوقا وطبيبا ماهرا طيبا عاشقا لتراب الوطن وللثقافة العربية ولديه طاقة خلاقة وقدرة إنتاجية عالية إذ تضافرت لديه خبرة نادرة بالحياة والبشر ورغبة صادقة لبذل المجهود من أجل غد أفضل .
وإذا كانت اللغة والفكر هى القواسم المشتركة بين أبناء الوطن العربى ، فإن الثقافة العربية هى قلب هذه الروابط الوشيجة ، هى التى تحمل نبض الحياة وحرارة الوجود وروح الحلم المشترك فى الحرية والتحقيق ومن هذا المنطلق وبذاكرة فكرية وفى لفتة عروبية تستحق الإشادة كان الأستاذ الدكتور أيمن صالح هو الجندى المجهول وراء احتفال جامعة عين شمس باليوم العالمى للغة العربية صاحب المبادرة والمنفذ لها ، وأسس أسلوبا توثيقيا فى الاحتفال باليوم العالمى للغة العربية لمدة عامين ، وأخذ يضيف تنويعات إبداعية غنية فى كل عام .
وهنا يجب أن أنحنى إحتراما لخبرات ثمينة تلقيتها بوعى وحب من عملى مع أ.د أيمن صالح لسنتين على التوالى وأنقلها بحرص لكل القادمين
ودروس غالية : الدرس الأول ” ترقيك مسئولية فى رقبتك ، توخى الأفضل والأصلح وأبحثى عما يفيد الناس “
الدرس الثانى : ” طالما هناك إفادة للآخرين حتى لو 50 فى المائة استكملى عملك بما ينفع الناس”
بهذا الصدق وهذا الاخلاص إخترق أ.د أيمن صالح عالم الباحثين – وأنا واحدة منهم – بجهاز أيديولوجى مركب من الضمير الحى والثقافة الراقية وحس فنى وأخلاقى رفيع بلغة بسيطة وفى الوقت نفسه دقيقة وروح وثابة عميقة وذاكرة عامرة بالإنتاج والمشروعات وقلب ينبض بمحبة أبناء الوطن الكبار والصغار.
وهنا دعونى أذهب بذاكرتى بعيدا لبعض السنوات :
كانت ثورة 25يناير بمثابة قيامة صغيرة ، أسودت بعدها وجوه كثيرة كانت تطفو على سطح الحياة العامة دون حياء لتصنع من الفاسد ما تشاء ، وتوهجت وجوه أخرى كانت بيضاء من قبل ، لكن الناس لم يكونوا مدركين لشفافيتها حتى خرجت كاليواقيت من نار الثورة وفى مقدمة هؤلاء النبلاء شخصيات كثيرة أحسب أ.د أيمن صالح من الكوكبة التى لا تحصى من الجيل الذى تلوث سمعه وبصره وظل محافظا على نقاء مصريته وجمال سلوكه ويقظة ضميره الحى وعشقه لكلية الطب ورغبته الصادقة فى الارتقاء بها مرتين : مرة عندما كانت هناك حملة باسمه أ.د أيمن صالح عميدا لكلية الطب وحاز بتأييد الكثيرين والأخرى بتوفيق من الله مديرا تنفيذيا لمستشفيات جامعة عين شمس وهذه فترة لم أكن قد عرفته شخصيا بعد وأخيرا نائب رئيس جامعة عين شمس لمدة ثلاث سنوات هى أوان الورد.
قدمتُ لكم صورة مفعمة بتجارب البحث والعلم والتعليم والطب والثقافة قدمتُ لكم أوان الورد أوان بالغ الأناقة ؛ أناقة الفكر ، أناقة الأخلاق ، أناقة الضمير، أناقة اللسان ،أناقة المظهر، أناقة وشياكة السلوك .
وأناقة القلب لطبيب القلب ستبقى هنا فى بقعة غالية من القلب والفكر لأبناء جامعة عين شمس لا يطولها النسيان أبدا ….. لن ننسى أوان الورد … جهاد