طبيب جراح.. من بطل الأوبرا ؟؟
بقلم : أ.د جهاد محمود عواض
أستاذ الأدب المقارن المساعد بجامعة عين شمس
عضو لجنة الفنون والآداب بالمجلس القومى للمرأة
” أنت متنفعيش حتى تعملى عملية لكلب “
عبارة وردت على لسان الدكتور الجراح جلال مصطفى عونى داخل غرفة العمليات للطبيبة الجراحة عايدة فى مسلسل أوبرا عايدة الشهير الذى تم عرضه فى سنة 2000 من إخراج أحمد صقر وبطولة الفنان الكتور يحيى الفخرانى والفنانة حنان ترك
هذه العبارة التى وردت على لسان د. جلال عونى لا تستحقها عايدة الجراحة الرحيمة والعظيمة وهى من تستحق أن تكون بطلة الأوبرا بعظمتها ولكن يستحقها من يتعامل مع الطب على أنه وسيلة للوصول لمنصب و تجارة ويتعامل مع البشر على أنهم سلعة داخل هذه التجارة ولا يستحق لقب طبيب ولا يصلح لمهنة الطب ومداوة البشر .
( فرط الحساسية – قوة التعاطف مع المرضى ) هى صفات عايدة بطلة الأوبرا وهى التى اعتذر لها أستاذها د.جلال عونى بعد مرضه بالشلل الرعاش قائلا فى محاكمة عايدة:
وأنا مريض كنت أتمنى أن أكون بين إيدين دكتور زى الدكتورة عايدة لأنها جراحة ماهرة من أول يوم شفتها فى أوضة العمليات قلتُ لنفسى البنت دى هايكون لها مستقبل كبير قوى لكن عيبها الوحيد فى نظرى إنها كانت عاطفية جدا وكانت حساسة زيادة عن اللزوم مع المرضى بتوعها لدرجة إنها كانت بتتعاطف معاهم أثناء الجراحة ” ….
ليس د. جلال عونى وحده هو من يريد جراح مثل عايدة وإنما كل المرضى فى حاجة إلى هذا الذى تمناه جلال عونى فى مرضه بعد أن تعلم درسا قاسيا فى أن الرحمة مطلوبة ولكن تعلم بعد أن فات الأوان .
عزيزى القارئ جميل أن نؤمن بقضية ، وجليل أن ندافع عما نؤمن به أكتب هذه الكلمات اليوم من واقع تجربة أليمة وسخيفة مررت به وأنا لا أترك أى قضية تمر مرورا عابرا حتى لو كنتُ أن المريضة فهذا أدعى أن تكون التجربة ملهمة لحلول لأمور مضنية وفاضحة لشخصيات لا تستحق لقلب ” طبيب ”
إن الرحمة والشفقة هما لواء ما يفعل أى طبيب ، فإذا غابت هذه المقومات فلا نتعامل بنفس ذات الشفقة والرحمة وإنما اللجوء لسياسة :ماذا ينقصنا ؟؟ ومن يستحق أن يكون بطلا للأوبرا ؟؟
فلتكن إرادة الله فالأيام الثلاثة الماضية أجبرتنى ظروفى الصحية على التعامل مع أطباء وجراحيين على وجه التحديد
تعاملت مع أحدهما وطريقته فى التعامل غير الإنسانى وغير اللائق هى ما جعلتنى استحضر مشهد الدكتور جلال عونى وعبارته الشهيرة
ولكن سيبقى التساؤل : إذا افتقد الطبيب ” optimum medical communication skills ” فى طريقة تعامله وفى تركيزه وفى اهتمامه مما يجعله يعطى أحكاما طبية غير منطقية ؟؟ هل هذا يصلح لتعليم أطباء داخل كلية الطب ؟؟ من يتخرج تحت يديه سوف يكون بالمستوى نفسه لأن فاقد الشىء لا يعطيه وهنا تكمن المشكلة الكبرى مما يجعلنا فى مأساة حقيقية ولابد لها من تدخل سريع من قبل الدولة المصرية حتى يصبح هذا جزء من التعليم الطبى داخل كليات الطب وبخاصة أننى ببحث الأمر وجدت أن منهم من يجيد فن التواصل الفعال مع المسؤولين فالأولى أن يكون هذا التواصل مع المرضى : أنت طبيب وفى هذا للحديث يقية
لا أحب أن أذكر أسماء أشخاص بعينهم لأننى أعالج قضايا وقلمى منوط بهذا والأمر ليس شخصيا وإنما حقيقيا لأننى اكتب مشكلات من واقع الحياة وأمرُ بها
وحتى أشفى نفسى وأقلل من حدة الضغط الذى تعرضتُ له أحب أن أقول فلتكن منحة الله كما هى إرادته فجعلنى الله وبإرادته فى معية اهتمام أطباء هم ملائكة الله على الأرض و بين يدين لجراح هو مثل عايدة يستحق أن يكون بعظمته الإنسانية هو بطل الأوبرا لأنها فن والفن هو صنعة الموهوبين
الجراح العظيم يكونُ عظيما بإنسانيته بلطفه بتواصله مع الصغير قبل الكبير وهو الذى يستحق أن يكون بطلا للأوبرا .
فاقضوا ما أنتم به قاضون …… وللحديث بقية : جهاد