ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى في 2023 في ظل استمرار الأسواق في التركيز على توقعات بشح المعروض من الخام خلال بقية 2023.
صعدت العقود الآجلة لخام برنت 61 سنتاً إلى 92.49 دولار للبرميل في بداية جلسة اليوم الخميس، قبل أن تواصل الارتفاع إلى 93 دولاراً للبرميل في حين زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 65 سنتاً إلى 89.17 دولار.
وكانت وكالة الطاقة الدولية قالت أمس إن تمديد دول “أوبك+” خفض إنتاج النفط حتى نهاية 2023 سيعني أن السوق ستشهد نقصاً كبيراً خلال الربع الرابع، بينما تمسكت إلى حد بعيد بتقديرات نمو الطلب هذا العام والعام المقبل.
وقفز كلا الخامين القياسيين إلى أعلى مستوياتهما في 10 أشهر أمس قبل أن تظهر البيانات زيادة مفاجئة في مخزونات الخام والوقود في الولايات المتحدة، مما أثار قلق الأسواق إزاء الطلب.
إلى ذلك حذرت منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” من خطورة التخلي عن الوقود الأحفوري، رداً على تقرير وكالة الطاقة الدولية الذي توقع بلوغ الطلب على الهيدروكربونات ذروته قبل نهاية العقد.
وجاء ذلك في إطار رد منظمة الدول المصدرة للنفط على تقرير وكالة الطاقة الدولية الذي توقع أن يصل الطلب على الوقود الأحفوري إلى ذروته قبل 2030. وأضافت “أوبك” أن التوقعات المتسقة والقائمة على البيانات لا تدعم هذا التنبؤ.
ولمحت المنظمة إلى أن الاعتقاد بوصول الطلب على الهيدروكربونات إلى ذروته في 2030 يتجاهل أن الوقود الأحفوري “لا يزال يشكل أكثر من 80 في المئة من مزيج الطاقة العالمي، وهو نفس المستوى الذي كان عليه قبل ثلاثين عاماً”.
وتوقعت “أوبك” في تقريرها الشهري الصادر الأسبوع الجاري أن يرتفع طلب الصين على الوقود العام المقبل إلى 16.4 مليون برميل يومياً، من 15.8 مليون برميل يومياً مقدرة لهذا العام، أي بما يناهز 600 ألف برميل.
وترى المنظمة أن ينمو الطلب على النفط للعامين الحالي والمقبل بواقع 2.4 مليون برميل و2.2 مليون برميل يومياً على التوالي
إلى ذلك، أتمت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) اليوم عامها الثالث والستين، إذ إنه في الفترة من 10 إلى 14 سبتمبر (أيلول) 1960، اجتمع ممثلون عن خمس دول منتجة للنفط الدكتور فؤاد روحاني من إيران، والدكتور طلعت الشيباني من العراق، وأحمد سيد عمر من الكويت، وعبدالله الطريقي من السعودية، والدكتور خوان بابلو بيريز ألفونزو فنزويلا، في قاعة الشعب في بغداد لتأسيس منظمة “أوبك” لتكتب فصلاً جديداً في صناعة النفط.
وسرعان ما انضمت إلى الأعضاء المؤسسين الخمسة دول أخرى منتجة للنفط لها مصالح مشتركة، مثل دعم استقرار سوق النفط وحماية حق جميع البلدان في ممارسة السيادة الدائمة على مواردها الطبيعية لمصلحة التنمية.
وتعليقاً على هذه المناسبة، قال الأمين العام لمنظمة “أوبك”هيثم الغيص، إن “أوبك” منظمة فريدة من نوعها صمدت أمام اختبار الزمن على مدى أكثر من ستة عقود”، مضيفاً أنها “سعت إلى دعم استقرار سوق النفط بما يصب في مصلحة جميع المنتجين والمستهلكين، وكذلك الاقتصاد العالمي ككل، على رغم التحديات التي واجهت صناعتنا”.
وأشار إلى أن تاريخ “أوبك” حافل بالإنجازات العديدة، قائلاً “نحن ممتنون لدعم بلداننا الأعضاء وأسرة أوبك بأكمله”، مؤكداً “إنني على ثقة من أن أفضل أيام المنظمة تنتظرنا”.
يشار إلى أن الاحتفال بالذكرى الـ63 لتأسيس “أوبك” يجرى في لواندا عاصمة أنغولا، على هامش مؤتمر ومعرض أنغولا للنفط والغاز.