البحث عن الجذور الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للعنف والإرهاب،فيها دراسات عديدة شرقية وغربية، وما زال الموضوع يحتاج إلى مزيد ُكتب تعليق العنف والارهاب في رقبة النصوص من الدراسة. وهناك محاولات ُالتراثية، أو بسبب الاستبداد السياسي ولكن مع أهمية وضرورة دراسة هذه الجوانب، فمن المهم دراسة الخطاب من داخله ومن مكوناته المعرفية التي ُتشكله وتحرك التصورات فيه.
يركز الكاتب “جمال عمر” في كتابه “جذورنا التاريخية للعنف ” علي ظاهرة العنف والارهاب، والتي هي ظاهرة بنت عصرنا الحديث ووقتنا المعاصر. نقطة البداية هي لحظتنا الراهنة، فهذه اللحظة هي التي شكلت كيف نرى الماضي وكيف نرى النصوص وكيف نرى ُالاخر. لكن الجانب الاخر أن هذه اللحظة الراهنة هي نتاج عناصروتصورات حية من المنظومة القديمة، هذه التصورات ورؤى العالم القديمة تشكل وعينا، وظلت فاعلة تحت قشور التحديث التي قمنا باستعارتها من نتاج الأخر “المتقدم” علينا حضاريا ونقلناها نقل تسليم مفتاح،دون أن نواجه التصورات التراثية في وعينا ونتخطاها.
يقول الكاتب “هذا النص يتعامل مع التاريخية لحظتنا الراهنة، واتصالها بالاتاريخية المتأصلة تراثيا. وطبيعة الرؤية الفقهية للعالم التي سادت وعينا وبواطن العجز فيها التي تبدت مع تحديات الحداثة الغربية، وعملية التحديث الداخلية سواء كانت عملية تحديث ُمعسكرة من غازي خارجي،
أو عملية تحديث مسيسة من حاكم داخلي. لتتشكل دولنا “الحديثة” دول دينها الإسلام وألحقت بالنص ملحق، به سجالات شابة وحوارات حول مفاهيم دينية.
و يستكمل جانب آخر في اللوحة التي قدمها نص “مقدمة عن توترالقرآن”، وكتاب “مدرسة القاهرة في نقد التراث والأشعرية” ونص “الخطاب العربي في متاهات التراث”. بدون التعامل مع وعينا الجمعي الحديث والمعاصر وكيف يتعامل مع ماضينا ومع ماضي وحاضرالأخر
يضيف ستظل معاركنا وصراعتنا، في غالبها جعجعة بلا طحن، فالنصوص في النهاية لاتنطق والقدماء ماتوا لم يعد لهم حول ولاقوة. فنحن كأحياء من نعطي للنصوص سلطتها، بتبنيها والايمان بسلطتها. ونحن من نستعيد القدماء ونعيد اجترار تصوراتهم ورؤاهم، لسنا نستدعيهم نحن كأفراد تحديدا بل كثقافة جمعية، ووعي جمعي وهذه محاولة للنظر في مرآة الذات نقديا.
جمال عمر هو مثقّف مصري هاجر لأمريكا وهو مؤلّف روايات وكتب تطرح الإشكاليات الدينية . صدر له :
رواية تسلل مهاجر غير شرعي إلى امريكا ، دار ملامح للنشر ، 2008
وأنا نصر أبو زيد ، دار العين للنشر ، 2013
كتاب “الخطاب العربي في متاهات التراث”
و في أغسطس 2017 ، أصدر كتاب مقدمة عن توتّر القرآن