تتعاون شركتا “سلال” و”باير”، الشركة العالمية الرائدة في مجال علوم الحياة والمتركزة حول الرعاية الصحية والتغذية، عبر إطلاقهما شراكة رائدة تهدف إلى الارتقاء بالقطاع الزراعي في دولة الإمارات العربية المتحدة، في ظلّ التركيز بشكل خاصّ على تحديات التغير المناخي باعتباره من مجالات الاهتمام الرئيسية اليوم.
وقد تمّ الإعلان عن هذه الشراكة خلال حفل توقيع اتفاقية التعاون على هامش فعاليات القمة العالمية للابتكار في مجال التكنولوجيا الزراعية في دبي في 4 ديسمبر 2023، وذلك بحضور نخبة بارزة من أصحاب المصلحة الرئيسيين في القطاعين العام والخاص.
وتُعدّ هذه الشراكة الاستراتيجية إنجازاً بارزاً في السعي نحو تطوير أفضل الممارسات الزراعية، وبخاصة في ظلّ التحديات المناخية التي تواجهها دولة الإمارات والعالم بأسره، والتي من المتوقع أن تستمرّ في التفاقم بفعل آثار التغير المناخي. وانطلاقاً من إقرارهما بالدور الحيوي للزراعة في التخفيف من حدّة آثار التغير المناخي وتعزيز القدرة على التكيف مع التغيرات المتسارعة، تؤكد “سلال” و”باير” التزامهما الراسخ بالارتقاء بالقطاع الزراعي في ظلّ سعيهما الدؤوب لمواجهة آثار الاحتباس الحراري العالمي. وسوف تتعاون كلّ من “سلال” و”باير” لتعزيز قدرات المهندسين الزراعيين المحليين وتوفير بيئة مواتية للابتكار والتميز في القطاع الزراعي، مستفيدتين من برنامج “BayG.A.P.” لبناء القدرات لدى “باير”.
ويتضمّن هذا البرنامج عدداً من الوحدات التدريبية التي تتركّز حول موضوعات أساسية مثل المكافحة المتكاملة للآفات والاستخدام الآمن ومنتجات حماية المحاصيل وتكنولوجيا التطبيقات والري. ومن المتوقع أن يجري تطبيق برنامج بناء القدرات وفقاً لنهج قائم على تدريب المدربين. وفي المرحلة الأولى، سيخضع المهندسون الزراعيون والمسؤولون عن المزارع للتدريب الزراعي اللازم. وفي المرحلة الثانية، سيقوم هؤلاء بتوسيع نطاق برنامج بناء القدرات للوصول إلى أكثر من 300 مزارع ضمن شبكة “سلال” في دولة الإمارات وتدريبهم على أدوارهم المرجوه .وتُعدّ التجارب الشاملة لتقييم جودة بذور الخضروات من الجوانب المحورية الأخرى التي تتطرّق إليها هذه الشراكة. وسوف تغطي هذه التجارب مجموعة واسعة من أصناف بذور الطماطم والخيار والبطيخ، والتي سيخضع كلّ منها للاختبار الدقيق في حقول مفتوحة متنوعة وبيوت بلاستيكية زراعية مجهّزة بتكنولوجيا متوسطة. وبالإضافة إلى ذلك، ستشمل هذه التجارب أكثر من 30 نوعاً من بذور الخضروات لدراسة كيفية أداء هذه الأصناف في ظل ظروف الزراعة الصحراوية الصعبة، وتقييم مدى قدرتها المتنامية على تحمّل الظروف المناخية وجودتها وخصائصها التي تؤثر على فترة صلاحيتها. ولن تعود الأبحاث والبيانات التي سيجري جمعها من خلال هذه التجارب بالفائدة على الممارسات الزراعية المطبقة في دولة الإمارات فحسب، بل ستلعب أيضاً دوراً محورياً في تحسين الممارسات الزراعية المعتمدة حول العالم، في ظلّ التحديات الحالية التي تواجهها الدول بفعل التغير المناخي، وبشكل خاص ارتفاع درجات الحرارة بالتوازي مع زيادة نسبة الرطوبة.
وبينما ينعقد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) الذي يهدف بشكل أساسي إلى مناقشة تحديات التغير المناخي، تأتي هذه الشراكة تأكيداً على الحاجة الملحّة للنهوض بالقطاع الزراعي لتعزيز قدرته على مواجهة تحديات التغير المناخي. وتُعدّ الزراعة مصدراً لانبعاثات الغازات الدفيئة وفي الوقت نفسه أداة رئيسية لعزل الكربون وخفض الانبعاثات، الأمر الذي يجعلها من محاور التركيز الرئيسية ضمن أهداف المناخ العالمية.
وتعتبر “باير”، وهي شركة عالمية تلتزم منذ تأسيسها بالارتقاء بخدمات الرعاية الصحية والتغذية في كافة أنحاء العالم، هذه الشراكة بمثابة ركيزة أساسية لتعزيز جهودها في إطار الابتكار المفتوح. وتطمح “باير”، عبر تعاونها الوثيق مع أصحاب المصلحة الرئيسيين، إلى تعزيز المساعي العالمية الرامية إلى تحقيق الأمن الغذائي ودفع عجلة الابتكار ضمن القطاع الزراعي، في ظلّ دعمها المستمرّ للممارسات المستدامة التي تسهم في مواجهة تحديات التغير المناخي.
تجدر الإشارة إلى أنّ التعاون مع “سلال” يأتي انسجاماً مع رسالة “باير” الرئيسية والمتمثلة في “الصحة للجميع، لا للجوع”. ويعكس هذا التعاون التزام الشركة بمواجهة تحديات العصر الملحّة عبر تعزيز الزراعة وممارسات إنتاج الغذاء المستدامة، في ظلّ السعي إلى القضاء على الجوع والحفاظ على صحة الجميع ورفاهيتهم.
وفي معرض تعليقه على هذه الشراكة المثمرة، قال سالمين عبيد العامري، الرئيس التنفيذي لشركة “سلال”: “ينطوي هذا التعاون بين “سلال” و”باير” على إمكانات كبرى تَعِد بمستقبل مشرق لقطاع الزراعة في دولة الإمارات. وإننا نطمح، من خلال الاستفادة من خبرات شركة “باير” العالمية ومعرفتنا الواسعة بالأسواق المحلية، إلى ابتكار حلول رائدة من شأنها أن تسهم في تعزيز استدامة ممارساتنا الزراعية في مواجهة تحديات التغير المناخي.”
ومن جانبه، قال هوجو هاجن،المدير العام وممثل رئيسي لشركة باير الشرق الاوسط ورئيس قسم باير للأدوية و الخدمات الصيدلانية في الشرق الاوسط: “يسرّنا جداً أن نطلق هذا التعاون البارز مع “سلال”، وهي شريك نتقاسم معه رؤية مشتركة لمستقبل ننجح من خلاله في القضاء على الجوع والحفاظ على صحة الجميع. ومعاً، سنتعاون لتسخير الابتكار، بما يدعم التحوّل المنشود في القطاع الزراعي في دولة الإمارات ويسهم في تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051، في ظلّ الاستمرار في مواجهة تحديات التغير المناخي الملحّة.”
وقال الدكتور شمال محمد، رئيس قسم التكنولوجيا الزراعية في شركة “سلال”: “يعكس هذا التعاون التزامنا بتعزيز الابتكار على صعيد التكنولوجيا الزراعية في دولة الإمارات. وسوف تسهم شراكتنا المثمرة مع “باير” بشكل ملحوظ في تعزيز “واحة الابتكار” لدينا، علماً أننا نملك ما يلزم من خبرات وإمكانات لتحقيق أثر إيجابي ملموس ضمن القطاع الزراعي.”
ومتحدثاً نيابةً عن شركة “باير”، قال سامي جوست، سامي جوست، مدير الاتصالات والعلاقات الدولية و الترخيص للعمل – قسم علوم المحاصيل
لدى “باير” في دولة الإمارات: “تمتاز شركتنا بما تتمتّع به من قدرات متقدّمة في مجال البحث والتطوير في سبيل تحسين جودة النباتات والتكنولوجيا الحيوية والكيمياء وعلم البيانات، بما يتيح لنا توفير الحلول السريعة اليوم للمزارعين لتلبية كافة احتياجاتهم. ويُعدّ التعاون مع الشركاء الخارجيين والاستفادة من المعرفة الواسعة التي يتمتّع بها شركاؤنا البارزون، مثل شركة “سلال ، جزءاً أساسياً من سعينا الدؤوب في “باير” لتحقيق أثر ملحوظ من خلال الابتكار.”
ويشكّل هذا التعاون بين “سلال” و”باير” تحالفاً بارزاً تطمح الشركتان من خلاله إلى بلوغ آفاق جديدة في مجالات الزراعة والاستدامة والابتكار. وتهدف هذه الشراكة، التي ستتبلور آثارها الإيجابية يوماً بعد يومٍ، إلى الإسهام في رسم معالم مستقبل قطاع الزراعة في دولة الإمارات وكافة الدول التي تواجه آثار التغير المناخي، وفقاً لنهج واضح يهدف إلى تزويد أجيال الغد بمنظومة زراعية آمنة ومستدامة.