اقترحت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، استبدال الدولار الأميركي بالعملة الأوروبية الموحدة، اليورو، كعملة احتياط عالمية، في ظل ما وصفته بتصدّع النظام الاقتصادي الدولي تحت القيادة الأميركية.
وقالت لاغارد في خطاب ألقته اليوم الإثنين في برلين، إن الاقتصاد العالمي ازدهر لعقود “على أساس من الانفتاح والتعددية”، مدعومًا بالنظام الذي تقوده الولايات المتحدة والدولار كعملة رئيسية، مشيرة إلى أن هذا النموذج أتاح ازدهار التجارة والنمو المالي على مستوى العالم.
وأضافت أن النظام القائم منذ أكثر من 80 عامًا “أثبت بأنه مفيد بشكل هائل للاتحاد الأوروبي”، إلا أنه “يتصدّع اليوم” في ضوء تنامي النزعات الحمائية وتصاعد التوترات التجارية، في إشارة إلى تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية واسعة على شركاء اقتصاديين رئيسيين.
وأكدت لاغارد أن “التعاون متعدد الأطراف يُستبدل بصراعات ثنائية، وتحل الحمائية مكان الانفتاح”، محذّرة من أن هذا التراجع في النظام الدولي “يعرّض أوروبا لمخاطر كبيرة” و”يهدد الدور المهيمن للدولار الأميركي”.
“لحظة اليورو العالمية”
رأت لاغارد أن “التغييرات الجارية تهيئ الفرصة ‘للحظة اليورو العالمية’.. مضيفة أنه لن يكتسب اليورو نفوذا بشكل تلقائي، بل سيتعين عليه أن يكسبه”.
ووفقا للاغارد، فأن هذا التغير قد يفتح الباب أمام اليورو للعب دور دولي أكبر، معتبرة أن تعزيز مكانته يمكن أن يقلل من كلفة الاستدانة للدول الأوروبية، ويحصّن الاقتصاد الأوروبي من تقلبات أسعار الصرف، ويمنح القارة قدرة أكبر على التحكم بمصيرها الاقتصادي.
لكنها شددت على أن هذا التحول يتطلب من الاتحاد الأوروبي التزامًا واضحًا بالتجارة الحرة، إلى جانب تعزيز قدراته الأمنية، ودعم سيادة القانون، وتقوية الاقتصاد الأوروبي.
كان ترامب لوح، الأسبوع الماضي، بفرض رسوم جمركية على واردات الاتحاد الأوروبي بدءا من 1 يونيو/حزيران، مشيرا إلى فشل المفاوضات مع الاتحاد.
وكان ترامب علق الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضها على الاتحاد الأوروبي مطلع شهر أبريل/ نيسان الماضي، بعد أيام من الإعلان عنها، لمدة 90 يوما، وهو ما رد عليه الاتحاد بتعليق مماثل.