أطلقت “من هم”، منصة الحضور العربي الموثق، قائمة “السعوديات الأوائل” التي تسلط الضوء على 100 رائدة سعودية ممن يقدن التحول الذي تشهده المملكة في مختلف القطاعات، من الأعمال والدبلوماسية والرعاية الصحية إلى الرياضة والثقافة والعلوم والتكنولوجيا. وتأتي هذه المبادرة تكريماً للريادة النسائية المتصاعدة في ظل رؤية السعودية 2030، التي أرست أسس التمكين ودعمت حضور المرأة في مواقع صنع القرار.
وقد ارتفعت نسبة مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل من 35% إلى 36% بين عامي 2023 و2024، بينما تراجعت نسبة مشاركة المرأة غير السعودية إلى 27.9% نتيجة سياسات التوطين، بحسب تقرير رؤية السعودية 2030 لعام 2024. وقد دعمت هذه الزيادة حزمة من المبادرات شملت السماح للمرأة بالعمل في مجالات جديدة، ومساواة الأجور، وتعديل نظام الأمومة، وإطلاق برامج تدريبية وتأهيلية، وتحفيز القطاع الخاص على التوظيف النسائي.
تُبرز قائمة السعوديات الأوائل في عدد من القطاعات الحيوية، مستعرضةً بيانات تفصيلية حول المجالات التي تحقق فيها النساء حضوراً قوياً وتأثيراً متزايداً. ووفقاً لمنهجية دقيقة أعدّها فريق التحرير، تصدّر قطاع إدارة الأعمال القائمة بنسبة 30%، ويشمل هذا القطاع القيادة المصرفية والاستثمار الجريء وريادة الأعمال، وغيرها. وجاء قطاعا الدبلوماسية والرعاية الصحية في المرتبة الثانية بنسبة 11% لكل منهما، ثم قطاع الرياضة بنسبة 9%، يليه قطاع التكنولوجيا بنسبة 7%، فيما تعادل قطاعا الثقافة والعلوم بنسبة 6% لكل منهما.
ويعكس تصدّر قطاع الأعمال التحول العميق في إسهام المرأة السعودية ببناء اقتصاد متنوع ومبتكر، خاصة مع كسر حواجز تاريخية أعاقت مشاركتها سابقاً. فمن قيادة مؤسسات مالية كبرى إلى تأسيس شركات ناشئة مؤثرة، أصبح للمرأة السعودية دور رئيسي في رسم ملامح الاقتصاد الجديد. أما في الدبلوماسية، فقد بدأت السعوديات بتولي مناصب قيادية تمثّل المملكة في المحافل الدولية، في وقت يشهد فيه قطاع الرعاية الصحية تزايداً في أعداد النساء اللواتي يقدن تخصصات دقيقة ويتولين مناصب مؤثرة في سياسات القطاع والابتكار الطبي. وفي الرياضة، التي تمثل أحد أبرز التحولات الثقافية في المملكة، حققت السعوديات إنجازات لافتة في مجالات تقليدية وجديدة، من سباقات السيارات إلى بناء منظومات رياضية احترافية تشمل التدريب والإدارة والريادة. أما في قطاع التكنولوجيا، فيجسد الحضور النسائي المتنامي رغبة المملكة في بناء اقتصاد رقمي شامل، من خلال تمكين الكفاءات النسائية في مجالات الذكاء الاصطناعي والبرمجة والتعليم الهندسي. بينما تؤدي المرأة في الثقافة والعلوم دوراً متزايداً في تشكيل هوية معرفية ووطنية معاصرة، تبرز من خلالها قوة الإبداع النسائي في مجالات الأدب والفنون والسينما، وكذلك في البحث العلمي واستكشاف الفضاء.
وفي تعليق على نتائج القائمة، قال رئيس المحتوى في مجرة، حمود المحمود: ” تعكس قائمة السعوديات الأوائل، من سلسلة الأوائل التي تُطلقها “من هم”، النمو المتسارع في مشاركة المرأة السعودية في مواقع القيادة المتنوعة، ليس بصفة فردية فقط، وإنما بصفتها مكوّناً فاعلاً في رسم ملامح المملكة اليوم وغداً. من ريادة الأعمال إلى الدبلوماسية والابتكار، تسهم السعوديات في بناء اقتصاد متنوّع ومجتمع أكثر شمولاً وتميّزاً”.
وأضاف: “تُعدّ قوائم الأوائل من “من هم” أدوات قيادية بحد ذاتها؛ إذ تتحول إلى مرجعيات فعلية تكشف النقاب عن الشخصيات التي تُعيد تشكيل اقتصادات بلدانها، وتبرز القوى المختلفة الصاعدة في المشهد العربي”.
وفي الختام، يشير فريق إعداد القوائم في “من هم”، أي اللجنة المنظمة، إلى أن كل قطاع لا يزال يحتضن العشرات من الأسماء النسائية المؤهلة للانضمام، لكن المعايير الصارمة حصرت المشتركات بمائة رائدة سعودية تمثل روح المبادرة والريادة وفقاً للمنهجية المُعتمدة.
للاطلاع على القائمة كاملة، يُرجى الضغط على الرابط.