كشفت شركة روبلوكس عن خطط لإطلاق مبادرات جديدة لحماية الأطفال عبر الإنترنت، بما في ذلك ميزة تقدير العمر التي ستحد من التواصل بين القصر والبالغين.
يأتي إعلان منصة الألعاب الشهيرة بعد جدل واسع ودعاوى قضائية خلال الأسابيع الأخيرة بسبب مزاعم أنها تشكل تهديدًا لسلامة الأطفال.
ميزة تقدير العمر
أوضح كبير مسؤولي السلامة في شركة روبلوكس، مات كوفمان، في بيان صحفي، أمس الأربعاء، أن منصة الألعاب ستطرح ميزة تقدير العمر لجميع المستخدمين بحلول نهاية هذا العام، والتي تقيس عمر المستخدم من خلال تقنية تقدير العمر بالوجه والتحقق من الهوية وموافقة الوالدين.
ومن خلال ميزة تقدير العمر، ستعمل روبلوكس على تقييد التواصل بين القاصرين والبالغين ما لم يعرفوا بعضهم البعض في الحياة الواقعية “لتوفير للمستخدمين إمكانية الوصول إلى الميزات والمحتوى المناسبين للعمر”.
كما أعلنت الشركة أنها ستتعاون مع التحالف الدولي لتصنيف الأعمار، وهي مجموعة من المنظمات التي تقوم بتعيين تصنيفات المحتوى لألعاب الفيديو، لإضافة تصنيفات مماثلة تعتمد على العمر إلى تجارب روبلوكس المختلفة، والتي أثار بعضها جدلاً لكونها غير مناسبة للأطفال.
نظام تصنيفات جديد للمحتوى
سيشاهد لاعبو روبلوكس المقيمون في الولايات المتحدة تقييمات المحتوى التي عينتها هيئة تصنيف برامج الترفيه، والتي تعين تقييمات مثل “E” للجميع، و”T” للمراهقين، و”M” للمستخدمين الناضجين أو البالغين.
وقد استخدمت شركة روبلوكس بالفعل تصنيفات خاصة بها لمحتوى النضج لتجاربها داخل اللعبة، لكن كوفمان قال إنه يأمل أن توفر الشراكة مع التحالف الدولي لتصنيف الأعمار “للآباء على مستوى العالم مزيدًا من الوضوح والثقة فيما يتعلق بالمحتوى المناسب للعمر”.
لماذا تواجه روبلوكس جدلاً حول سلامة الأطفال؟
تزايد التدقيق في حماية روبلوكس لمستخدميها الأطفال في الأسابيع الأخيرة، وبلغ ذروته برفع ولاية لويزيانا دعوى قضائية ضد منصة الألعاب في أغسطس. وزعمت المدعية العامة في لويزيانا، ليز موريل، أن المنصة “مكتظة بالمحتوى الضار والمعتدين على الأطفال لأنها تُعطي الأولوية لنمو عدد المستخدمين والإيرادات والأرباح على سلامة الأطفال”، متهمةً إياها بعدم وجود بروتوكولات سلامة كافية.
استشهدت موريل ببعض التجارب التي أنشأها المستخدمون داخل اللعبة، بما في ذلك “الهروب إلى جزيرة إبستين”، و”حفلة ديدي”، و”محاكاة الحمامات العامة”.
انتقادات بسبب حظر أنشطة المراقبة الذاتية
كما واجهت روبلوكس انتقادات من المستخدمين في أغسطس بسبب حظرها أنشطة “الحراسة الذاتية”، بما في ذلك حظر مستخدم شهير يُعرف باسم شليب، والذي غالبًا ما كان يصور نفسه وهو يصطاد مفترسين على روبلوكس ويواجههم بالشرطة.
أقرّت الشركة بأن مستخدميها من هواة المراقبة كانوا “حسني النية”، لكنها زعمت أنهم يتخذون “أفعالًا غير مقبولة وتُهيئ بيئة غير آمنة للمستخدمين”.
انتقادات متواصلة لسياسات السلامة
لطالما واجهت سياسات روبلوكس المتعلقة بسلامة الأطفال انتقادات، وقد كشف تحقيق أجرته بلومبرغ عام 2024 أن الشرطة في الولايات المتحدة اعتقلت ما لا يقل عن عشرين مستخدمًا بتهمة استغلال القاصرين منذ عام 2018.
وتضمن تحقيق بلومبرغ مقابلات مع ما يقرب من عشرين موظفًا، بما في ذلك موظفة قالت إن فريقها يتلقى “عددًا كبيرًا جدًا” من التقارير المتعلقة بسلامة الأطفال بحيث لا يستطيع فريقها التعامل معها، على الرغم من أن متحدثًا باسم روبلوكس صرّح لبلومبرغ أن الشركة لديها ميزات سلامة قوية.
ميزات الأمان المتوفرة حاليًا في روبلوكس
في إعلانه الأربعاء، أكد مات كوفمان أن روبلوكس تعمل بالفعل على تعزيز بروتوكولاتها الخاصة بسلامة الأطفال، مستشهدًا بعدد من الأدوات والتحديثات التي أطلقتها المنصة.
أشار كوفمان إلى أداة سنتينل، وهي تقنية مدعومة بالذكاء الصناعي أطلقتها الشركة هذا العام، وتقول إنها قادرة على اكتشاف العلامات المبكرة لتعرض الأطفال للخطر.
كما أوضح أن روبلوكس أدخلت تحسينات مدعومة بالذكاء الصناعي على مرشحات النصوص والصوت لزيادة فعاليتها في التصدي للمحتوى غير المناسب.
وأضاف كوفمان أن الشركة “تراقب جميع المحادثات النصية على المنصة بشكل استباقي”، وتمنع مشاركة الصور، إلى جانب حظر وصول المستخدمين دون سن 13 عامًا إلى المحادثات الخاصة أو المحادثات الصوتية.
قدّرت شركة روبلوكس عدد المستخدمين النشطين يوميًا خلال الربع الثاني من عام 2025 بنحو 111.8 مليون مستخدم، يشكّل الأطفال دون سن 13 عامًا ما نسبته 36% من هذا العدد.