في الأسابيع الماضية ظهرت شركة ميتا، المالكة لكل من منصات فيسبوك وإنستجرام وواتس أب، في عناوين الأخبار بشكل مستمر، وكانت معظم هذه الحالات سلبية مع تخلي الشركة عن عدد كبير من الموظفين. حيث كانت الشركة قد أعلنت عن إنهاء عمل 11 ألف موظف في نوفمبر الماضي، وعادت لتزيد عدد الموظفين الذين ستتخلى عنهم بمقدار 10 آلاف في مارس الجاري.
لكن وبشكل متناقض مع سعي الشركة الحالي نحو زيادة الإنتاجية، كانت الشركة تضيف آلاف الموظفين كل عام في السنوات الماضية، ويبدو أن الكثيرين منهم لم يكونوا يقومون بأي عمل أصلاً. وبدلاً من أن تضيف الشركة الموظفين لإشغال المهام الأساسية التي تحتاجها، فقد كانت توظفهم على أي حال كما يدعي بعض الموظفين السابقين.
بدأت القصة عندما ظهرت موظفة سابقة في ميتا عبر تيك توك لتشارك تجاربها في عملاقة التقنية الأمريكية التي سرحتها في نوفمبر الماضي. ووصفت “بريتني ليفي” حالتها كحالة العديد من الموظفين الذين أضافتهم الشركة إلى طواقمها في مناصب غريبة ووضعتهم ضمن فرق دون أي مهام حقيقية.
لاحقاً أكد العديد من الموظفين الذين تخلت عنهم الشركة نفس الأمر، كما شارك موظفون سابقون في ألفابت (الشركة الأم لمحرك البحث جوجل) قصصاً مشابهة عن كونهم قد تم توظيفهم دون أن تحتاج الشركة لخدماتهم. كما قال بعضهم أن هدف الشركة قد كان الحصول عليهم بحيث لا تحصل الشركات التقنية الأخرى عليهم، حتى لو عنى ذلك عدم الاستفادة منهم ودفع رواتب كبيرة لهم.
بالنظر إلى عمليات التسريح الكبرى التي أجرتها الشركات التقنية في الأشهر الماضية، فمن الواضح أن العديد منها كانت تعاني من عدد زائد من الموظفين. حيث طالت عمليات التسريح العديد من الموظفين الجدد، وبالأخص الموظفين الذين تمت إضافتهم ضمن “برامج التنوع” الخاصة بهذه الشركات. لكن وبينما كان هذا تجميع الموظفين بهذا الشكل منطقياً لهم في فترات النمو، فقد تغيرت الأمور عندما انقلب اتجاه السوق في 2022 وعانت معظم الشركات التقنية من تراجع كبير في أسعار أسهمها.