انتقد موظفو شركة جوجل الإدارة في خطاب رسمي، فيما أسموه التحيز الفج مع الجانب الإسرائيلي في تغطية ومعالجة الصراع مع الجانب الفلسطيني، حيث أشارت مجموعة من موظفي جوجل إلى التحيز الداخلي الذي يفضل إسرائيل وغالباً ما يدين محنة الفلسطينيين، بالإضافة إلى الدعوة إلى تعليق صفقة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا بقيمة 1.2 مليار دولار مع الجيش الإسرائيلي المسماة مشروع نيمبوس.
موظفو جوجل المناهضون للصهيونية تعاونوا مع العديد من المسلمين والعرب بالإضافة إلى الأعضاء الفلسطينيين في الشركة في الرسالة التي حثوا فيها القيادة العليا لعملاق التكنولوجيا على التحدث علنًا ضد الهجوم الانتقامي الإسرائيلي على مدينة غزة. وبصرف النظر عن الإدانة الواسعة لميل الشركة إلى تفضيل إسرائيل في مختلف النواحي، فقد استشهدوا أيضًا بحالات من السلوك المقلق في مكان العمل حيث تم وصف الفلسطينيين بالإرهابيين والحيوانات في مجموعة متنوعة من الحالات التي تكشف عن تطور مثير للقلق داخل أروقة جوجل.
وفقاً التصريحات فإن الإدارة العليا في جوجل ذهبت إلى حد سؤال الموظفين العرب والمسلمين عما إذا كانوا يدعمون حماس. جاء ذلك عندما أعرب هؤلاء الموظفون عن قلقهم بشأن العائلات الفلسطينية، التي تُرك الكثير منها بدون كهرباء وطعام وماء بسبب الحصار العسكري الإسرائيلي لغزة.
عندما حاول هؤلاء الموظفون أن يطلبوا من زملائهم في العمل التبرع للجمعيات الخيرية الفلسطينية، قوبلوا بردود تزعم أن المدارس والمستشفيات في قطاع غزة لا تستحق الدعم بسبب الاعتقاد بأنها تستخدم لإيواء الإرهابيين. وتشير الرسالة أيضًا إلى أن أحد مديري جوجل كان يؤيد استخدام الموارد الهائلة للشركة للتجسس على موظفي الشركة ومضايقتهم على المنصات الداخلية.
قال سرمد جيلاني، مهندس برمجيات يعمل في جوجل، في مقابلة أجرتها معه صحيفة نيويورك تايمز أن أي انتقاد للجيش أو الحكومة الإسرائيلية أدى إلى اتهامات بمعاداة السامية. ومضى يقول إن الانتقادات الصحيحة لإسرائيل يجب أن تصاغ بين إشارات متعددة إلى تصرفات حماس.
هناك أيضًا العديد من أوجه التشابه مع الرسالة السابقة التي كتبها موظفو Google وAmazon في عام 2021 والتي دعت الشركات إلى إلغاء مشروع Nimbus. وأشاروا إلى أن هذه الصفقة الضخمة من شأنها أن تزيد من عمليات المراقبة ضد الفلسطينيين، إلى جانب جمع البيانات بطريقة غير قانونية.
طالب الموظفون شركة جوجل بوقف دعمها لما يسميه الكثيرون إبادة جماعية صريحة للشعب الفلسطيني. ويطلبون أيضًا من الشركة التوقف عن التعامل مع حكومة تشارك في نظام الفصل العنصري.
يزعم كورتيناي مينشيني، المتحدث باسم جوجل، أن الرسالة تتضمن أفرادًا ومنظمات لا توظفها جوجل كجزء من حملة أوسع ضد مشروع نيمبوس. ووصف المتحدث نيمبوس بأنه منصة تجارية لفروع الحكومة الإسرائيلية التي لا علاقة لها بالجيش، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم.
يذكر ان العديد من موظفي جوجل يتوخون الحذر بشأن تداعياته المحتملة في غزة، وإذا أدى ذلك إلى تفاقم الصراع، فإن مستقبل مشروع نيمبوس سيكون موضع تساؤل. وينطبق الشيء نفسه على عدم رغبة جوجل في معالجة الثقافة المعادية للفلسطينيين والمعادية للإسلام داخل القوى العاملة لديها. ولم يعلق الرئيس التنفيذي ساندر بيتشاي بعد على هذا الأمر، ولكنه مجرد واحد من العديد من الإدانات المنشورة لدعم جوجل الضمني للهجوم العسكري الإسرائيلي.