مشاعل الفالح
جودة الحياة العملية هو مفهوم حديث في المجتمع الوظيفي، يمثل جزءاً من جودة حياة الموظف في مختلف مجالات حياته، ويمكن تعريف جودة الحياة العملية بأنها: الشعور بالراحة في العمل -بشكل فردي للموظف أو جماعي للموظفين ومسؤوليهم ومرؤوسيهم- من خلال وجود ثقافة تنظيمية ملائمة؛ وكذلك جودة العلاقات بينهم، ووضوح المسئوليات لهم، ومناسبة ظروف العمل للجميع، والشعور بالمشاركة، ودرجة الاستقلالية والمساواة والحق في ارتكاب الأخطاء، وتقدير العمل المنجز، ومناسبة العائد المادي والمعنوي للموظفين .
قد يكون تزايد تسليط الضوء على هذا المفهوم؛ بسبب زيادة الفئات العاملة وتعددية الوظائف مقارنةً بالسابق، وتزايد أهمية مفهوم تحقيق الذات لدى الأفراد في ظل تطور جوانب الحياة الأخرى، وكذلك زيادة التنافسية في قطاع الأعمال والذي تطلب زيادة ساعات العمل مع مهارات عالية للموظفين.
في دراسة منشورة لعائشة أنور بعنوان: Creating the path for quality of work life: A study on nurse performance ذكرت فيها الباحثة العلاقة المباشرة بين جودة الحياة العملية والالتزام الوظيفي لدى الموظف والذي يعني انتماءه العالي للمنظمة، ومواءمة أهدافه مع أهدافها وبالتالي؛ بقاءه فيها وعدم مغادرتها، وكذلك العلاقة المباشرة بين جودة الحياة العملية وجودة الأداء الوظيفي وارتفاع الرضا الوظيفي.
قد تجتهد بعض المنظمات في تحقيق أهدافها متجاهلة احتياجات الموظف الأساسية داخل بيئاتها، فيما تبذل أخرى كافة الجهد في رعاية المورد البشري لديها في محاولات تطويره واستبقائه من خلال توفير أركان الحياة العملية الجيدة، لكن ما يعيق المنظمات عادةً من نجاح هذه الجهود؛ هو عدم مراعاة الفروق بين الموظفين في احتياجاتهم الأساسية لتحسين جودة حياتهم العملية والتي عادةً تقاس بناءً على ملاحظة سلوك الموظف، قد يكون هذا الاحتياج هو شعور الموظف بالتمكين النفسي من خلال تمكينه من التأثير في المنظمة وشعوره بالاستقلالية في أداء العمل، أو مشاركته في صنع القرار ، والمساحة الممنوحة له لإبداء الرأي.