أنهت “وول ستريت” عام 2022 على خسائر هي الأكبر سنوياً منذ الأزمة المالية عام 2008، حيث سيتذكر المستثمرون هذه السنة السيئة التي هبطت فيها جميع الأصول في معظم أنحاء العالم.
وبلغت خسائر البورصات الرئيسة في “وول ستريت” نحو 18 تريليون دولار فقدتها القيمة السوقية لهذه البورصات.
عوامل الانخفاض
لعبت عوامل عدة دوراً في هذه الخسائر أبرزها سلسلة رفع الفوائد لكبح التضخم، ومخاوف الركود، وتداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية، وتزايد القلق العالمي من حالات الإصابة بفيروس كورونا في الصين وإمكان وجود متحور جديد.
أسوأ أداء أسبوعي لـ”وول ستريت” منذ يونيو
وسجلت المؤشرات الثلاثة الرئيسة في “وول ستريت” أول انخفاض سنوي لها منذ عام 2018، حيث انتهى عصر السياسة النقدية المتساهلة مع أسرع وتيرة رفع لأسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي منذ الثمانينيات.
تراجعات المؤشرات
في التفاصيل تراجع مؤشر “ستاندرد أند بورز 500” الذي يقيس أداء أكبر 500 شركة أميركية بنسبة 19.4 في المئة هذا العام، مسجلاً انخفاضاً بنحو ثمانية تريليونات دولار في القيمة السوقية، وانخفض مؤشر “ناسداك” المتخصص في الأسهم التكنولوجية بنسبة 33.1 في المئة، بينما انخفض مؤشر “داو جونز” الصناعي بنسبة 8.9 في المئة.
شركات التكنولوجيا
كانت الخسائر الأكبر منيت بها أسهم التكنولوجيا، إذ فقدت نحو ثلث قيمتها السوقية، وفي ظل الركود واستمرار رفع الفوائد بات نموها صعباً، بينما يجد المستثمرون فرصاً بديلة ومن دون مخاطرة في عوائد الودائع وشهادات الإيداع والسندات وفرص الادخار الأخرى.
وانخفضت أسهم الشركات التكنولوجية الكبرى مثل “أبل” و”ألفابت” المالكة لـ”غوغل” و”مايكروسوفت” و”نيفيديا” و”أمازون” و”تسلا” و”فيسبوك” بنسب تراوحت بين 28 و66 في المئة في 2022، لكن بدأت أسعار الأسهم التكنولوجية تصبح جاذبة للاستثمار بعد تراجع أسعارها، وكشف استطلاع لـ”بلومبيرغ” أن 50 في المئة من المستثمرين سيشترون الأسهم التكنولوجية العام المقبل.
“داو جونز” الأقل خسارة
في المقابل، كان مؤشر الصناعة “داو جونز” الأقل انخفاضاً خلال 2022 مما يعكس اتجاه المستثمرين نحو أسهم القيمة التي يمكن أن يكون تأثرها أقل في هذه السنة والسنة المقبلة بسبب قدرتها على عكس التكاليف الجديدة للتضخم والفائدة على المستهلكين.
الطاقة الأكثر ربحية
وكان لافتاً أيضاً أن قطاع الطاقة ضمن مؤشر “ستاندرد أند بورز” كان الأكثر ربحية هذه السنة، حيث سجل مكاسب بنسبة 59 في المئة مع ارتفاع أسعار النفط.
لكن القطاعات العشرة الأخرى في المؤشر تراجعت، وعلى رأسها العقارات والمرافق.
مؤشر الأسهم العالمية
عالمياً، انخفض مؤشر “مورغان ستانلي” للأسهم العالمية بأكثر من 20 في المئة عام 2022، وبدوره يسجل أسوأ أداء له منذ أزمة عام 2008، وخسر نحو 865 صندوقاً للأسهم أصولاً لا تقل عن مليار دولار بنسبة 19 في المئة من قيمتها هذا العام.
وتتوقع التحليلات أن يكون هناك تراجع كبير في الأرباح العام المقبل مدفوعاً بضغوط الركود وارتفاع الفوائد، حيث سيدفع الركود بتراجع الطلب والمبيعات، في وقت ستضغط فيه الفوائد على هوامش الربحية وتقللها.
توقعات الفائدة 2023
بات تركيز المستثمرين ينصب حول توقعات أرباح الشركات لعام 2023، مع تزايد المخاوف في شأن احتمالية حدوث ركود.
ويتوقع المستثمرون أن يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الفائدة بنسبة 0.25 في المئة في اجتماعه في فبراير (شباط) المقبل، أي أقل من الفائدة المعلنة في اجتماع ديسمبر (كانون الأول) عند 0.5 في المئة، التي جاءت بعد أربع زيادات متتالية للفائدة بنسبة 0.75 في المئة، وتشير التوقعات في السوق إلى أن معدلات الفائدة ستصل ذروتها في منتصف 2023 عند معدل خمسة في المئة.
توقعات الأرباح
توقع 71 في المئة من المشاركين في استطلاع أجرته “بلومبيرغ” أن ترتفع الأسهم في السنة الجديدة، بينما توقع 100 في المئة حدوث ركود في أغسطس المقبل.