أعلنت شركة “مايكروسوفت” أنها سوف تشطب 10 آلاف وظيفة بحلول نهاية الربع الثالث من 2023، في أحدث دلالة على تسارع وتيرة التسريح بقطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة في إطار استعداد الشركات للركود الاقتصادي. وتأتي عملية التسريح، وهي أكبر بكثير من التخفيضات في عدد الموظفين التي أجرتها “مايكروسوفت”، العام الماضي، إلى جانب عشرات الآلاف من الوظائف التي تم شطبها في قطاع التكنولوجيا الذي توقف نموه الكبير خلال جائحة كورونا. وقالت إن “عمليات التسريح والتغييرات الأخرى ستكلف الشركة 1.2 مليار دولار في الربع الثاني من 2023″.
وفي إشعار للموظفين، قال الرئيس التنفيذي لـ”مايكروسوفت” ساتيا نادالا إن “عمليات التسريح التي تؤثر على أقل من خمسة في المئة من قوة العمل، ستنتهي بحلول نهاية مارس. وأضاف أن “العملاء يرغبون في تحسين إنفاقهم الرقمي لتحقيق المزيد بتكلفة أقل وأيضاً يتوخون الحذر لأن بعض مناطق العالم تعاني من حال ركود بينما تتوقعه مناطق أخرى”. وجاءت أنباء التسريح، التي أوردتها تقارير إعلامية أخيراً، في أعقاب بعض عمليات خفض العمالة، العام الماضي.
وقالت “مايكروسوفت”، في يوليو الماضي، إنه تم إلغاء عدد قليل من الوظائف، بينما أفاد موقع “آكسيوس” الإخباري في أكتوبر (تشرين الأول) إن الشركة سرحت أقل من 1000 موظف في أقسام عدة. وتعاني الشركة أيضاً من ركود في سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية بعد أن تلاشت الطفرة المرتبطة بجائحة كورونا، ما ترك الطلب ضئيلاً على نظامها للتشغيل “ويندوز” والبرامج المرتبطة به. وارتفعت أسهم “مايكروسوفت” بأقل من واحد في المئة بعد الإعلان وقال نادالا “الشركة ستستمر في استثمار رأس المال والمواهب في المجالات الاستراتيجية مثل الذكاء الاصطناعي”.
في الاثناء، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة “مايكروسوفت” عن خطط جديدة لدمج أدوات الذكاء الاصطناعي، وقال في المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس” إن شركته تخطط لدمج أدوات الذكاء الاصطناعي مثل “شات جي بي تي” في كل منتجاتها وإتاحتها كمنصات للشركات الأخرى للبناء عليها.
وأكد نادالا، خلال مشاركته في الحدث السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع “دافوس” السويسري، أن الشركة ستتحرك بسرعة لتسويق أدوات من “أوبن أيه آي”Open AI ، وهو مختبر الأبحاث الذي يقف وراء روبوتات الدردشة “شات بوت” و”شات جي بي تي”، وكذلك مُنشئ الصور Dall-E2 الذي يحول المطالبات اللغوية إلى صور جديدة. وقالت الشركة في وقت سابق، إنها ستمنح مزيداً من العملاء الوصول إلى البرامج الموجودة وراء هذه الأدوات من خلال منصة الحوسبة السحابية “أزوري”.
وأعلن نادالا أن “الهدف هو جعل “أزوري” مكاناً لأي شخص، وكل شخص يفكر في الذكاء الاصطناعي، أي كل الشركات والمستخدمين النهائيين، بما في ذلك إتاحة “شات جي بي تي” لمستخدمي الأعمال”، مضيفاً أنه “سيكون لكل منتج من منتجات مايكروسوفت بعض قدرات الذكاء الاصطناعي نفسها لتحويل المنتج بالكامل”.
وفي وقت سابق من العام الماضي، سجلت “مايكروسوفت” عائدات بقيمة 51.9 مليار دولار و16.7 مليار دولار في الأرباح، بزيادة بلغت نسبتها 12 في المئة واثنين في المئة على التوالي، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لكن أقل من توقعات المحللين الذين شملهم استطلاع “رفينيتيف”، وقالت الشركة، في بيان آنذاك، إن “توقفات الإنتاج الممتدة في الصين” أسفرت عن خسائر تقدر بنحو 300 مليون دولار مضيفة أنها أنفقت 126 مليون دولار “لتقليص عملياتها بشكل كبير” في روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا. ومع ذلك كان هناك أيضاً مزيد من القضايا العالمية، فقد عانت منصة الوظائف الخاصة بـ”مايكروسوفت لينكد أن” من انخفاض في الإنفاق الإعلاني، إلى جانب أعمال البحث والأخبار من الشركة، ما أدى إلى انخفاض الإيرادات بأكثر من 100 مليون دولار.
ووسط الانكماش الأوسع في صناعة التكنولوجيا، قالت “مايكروسوفت” إنها أجرت “إعادة تنظيم استراتيجي” لأعمالها نتج منها إنفاق 113 مليون دولار على إنهاء خدمة الموظفين (باستثناء روسيا).