كشفت شركة ناشئة تحمل اسم Tellyعن مخطط تجاري قد يبدو غريباً، توزيع أكثر من نصف مليون تلفزيون بقياس 55 بوصة بدقة عالية ومع خيارات إضافية ونظام ذكي.
للأسف تبدو مخططات الشركة محصورة بالولايات المتحدة الأمريكية فقط (في الوقت الحالي)، لكنها تتضمن أساساً لما قد يتحول إلى نموذج أعمال عالمي في وقت قريب: تقديم المنتجات الترفيهية مجاناً مقابل تزويدها بالإعلانات.
يقوم مبدأ عمل الشركة على توزيع أجهزة التلفزيون مجاناً، لكن ومع كل جهاز مزود بميكروفون وكاميرا، هناك شاشة ثانوية تعرض بيانات إضافية مفيدة، وبشكل أساسي: إعلانات موجهة للمستخدم.
الأمر هنا مشابه لنموذج عمل البرامج التلفزيونية والمواقع الإلكترونية، إذ يأتي التمويل من الإعلانات المعروضة مع المحتوى الذي يستهلكه المستخدمون، لكن وبدلاً من تقديم خدمة معينة، هناك جزء من العتاد الذي يتم توزيعه للمستخدمين في هذه الحالة.
بالطبع قد يبدو الأمر مغرياً للكثيرين، فالحصول على تلفاز مجاني مقابل إعلان على شاشة ثانوية ليس صفقة سيئة أبداً، لكن تكمن المشكلة في شروط الخصوصية الإضافية التي تجعل هذا النوع من المنتجات أمراً مقلقاً للغاية.
عند الحصول على التلفاز، سيكون المستخدمون موافقين على شروط الخصوصية التي تتيح جمع بياناتهم الخاصة مثل عادات المشاهدة ونوع البرامج والتطبيقات التي يستخدمونها بالإضافة لتواقيت وتفاصيل نشاطاتهم والعديد من إحصائيات النظام الأخرى بغرض تخصيص الإعلانات. لكن الناحية المقلقة أكثر ربما هي قدرة التلفاز على الاستماع للمحيط وتقدير وجود الأشخاص وعددهم، وهو ما قد يراه الكثيرون كخرق شديد للخصوصية.
كما ذكرنا أعلاه، فالشركة تنوي طرح منتجها في الولايات المتحدة دون توضيح أي خطط مستقبلية للتوسع العالمي، لكن يجدر بالذكر أن نموذج عملها ليس فريداً من نوعه تماماً. إذ سبق لعدة شركات مصنعة للهواتف أن باعت هواتف أرخص تأتي مع نظام تشغيل يعرض الإعلانات على شاشة القفل وفي أماكن أخرى كطريقة لتحقيق ربح إضافي وتخفيض سعر الهواتف، لكن ردود فعل المستخدمين لم تكن إيجابية تماماً. لكن لا يمكن استخدام ذلك للحكم على مصير شركة Telly، إذ أن مقاربتها لا تتضمن دفع ثمن أرخص للمنتج، بل تقديمه مجاناً بشكل كامل (مقابل دفع خصوصيتك كمقابل بالطبع).