في جامعة جورجتاون في قطر، غالبا ما تتطور الروابط المشتركة في الفصل الدراسي إلى روابط دائمة. وهكذا كان الأمر بالنسبة لآمنة آل ثاني (دفعة 2011) وهاجرة خان (دفعة 2010)، حيث لعبت شبكة خريجي جورجتاون دورا أساسيا في نجاح “مركز الاستراتيجية Strategy Hub،” للاستشارات وهي شركة قطرية مبتكرة أطلقوها في عام 2022.
تقول آمنة، الرئيس التنفيذي للشركة التي أصبحت رائدة أعمال نشطة، والتي تعرفت على أهمية تطوير استراتيجيات محلية من خلال دراستها للشؤون الدولية في جامعة جورجتاون في قطر: “تهدف شركتنا واسمها “مركز الاستراتيجية” إلى تسخير الخبرات المحلية لحل التحديات المعقدة في قطر، لأن وجود فهم دقيق لسياق قطر وظروفها إضافة إلى دوافع شخصية في نجاح البلاد يؤدي إلى حلول دائمة”.
وبالاعتماد على هذه الخبرة المحلية، جمعت كلا من آمنة وهاجرة فريقا موهوبا من خريجي جامعة جورجتاون في قطر والطلاب الحاليين الذين يشاركونهم نفس الشغف بإحداث تغيير بالعالم. وأكدت آمنة قائلة: “كمؤسسة تقودها النساء وتحركها القيم، فإن هدف شركتنا هو إحداث تأثير إيجابي على كل من المؤسسات العامة والخاصة في قطر. نحن نعطي الأولوية للنمو والتعلم والتمسك بأعلى معايير النزاهة والمساءلة “.
ووفقا لهاجرة، المدير الإداري لشركة مركز الاستراتيجية، التي أسست الشركة مع زميلتها الخريجة آمنة، فإن التآزر داخل الفريق يأتي من فهم مشترك للتميز والخدمة حيث تقول: “لدينا جميعا طريقة تفكير متشابهة جدا، طريقة مماثلة لتحديد المشاكل والحلول. إنها بيئة ديناميكية ممتعة، ونحن جميعا نريد مساعدة قطر في التنمية بكافة الطرق الممكنة”.
نهج فريد للاستشارات
من خلال الجمع بين المنظور العالمي والحلول المحلية، يسد “مركز الاستراتيجية” فجوة حرجة في سوق الاستشارات في قطر. حيث تمتد خبرتهم إلى السياسة العامة والشؤون الدولية والاستدامة والاتصالات، مما يسمح لهم بطرح حلول قائمة على الأدلة لعملائهم البارزين.
تقول هاجرة، التي تحمل أيضا درجة الماجستير في الأعمال والسياسة الدولية من حرم جامعة جورجتاون في واشنطن العاصمة “ما أحبه في شهادة جورجتاون هو أنها تعدك لمجموعة متنوعة من المجالات والمهن المختلفة”، وهي التي طورت من نفسها كرائدة أعمال ناجحة ومؤسسة
يعمل مركز الاستراتيجية على رعاية جيل جديد من الاستشاريين في قطر والمساعدة في إطلاق الحياة المهنية لخريجي جورجتاون الآخرين.
تقول لين الربّاط (دفعة 2021)، وهي واحدة من أوائل المنضمين للعمل بمركز الاستراتيجية، والتي ارتبطت على الفور بمهمة الشركة: “يجسد مركز الاستراتيجية روح جورجتاون المتمثلة في الجمع بين الطموح والشغف للمساهمة في العالم وأن تكون جزءا من التغيير العالمي”.
تخرجت لين بتقدير مرتفع مع مرتبة الشرف وهي معروفة بلغتها العربية المتقنة، وتطمح دائما إلى بناء حياة مهنية تركز على العمل نحو هدف واضح: “لقد فتحت تجربتي في جورجتاون عيني على حجم إمكانيات التغيير في المنطقة”، وبعد اكتساب الخبرة في القطاع العام في قطر، انضمت إلى مركز الاستراتيجية لأنه سمح لها بالعمل في المشاريع التي تؤثر على اتجاه التنمية الإقليمية. وقالت: “بالتعاون مع زملائي، تمكنت من تفعيل معرفتي ومهاراتي بطريقة هادفة”.
كما حظي شينيونغ كيم (دفعة 2023) بالعديد من تجاربه المهنية الأولى في مركز الاستراتيجية، حيث انتقل من متدرب إلى مستشار مبتدئ بدوام كامل بعد التخرج. وفي معرض حديثه عن رحلته، يقول: “علمتني فصولي الدراسية بجامعة جورجتاون في قطر أن أفهم كيف أصبحت قطر كدولة وإلى أين تتجه، وفي مركز الاستراتيجية، تمكنت من العمل على بعض المشاريع ذات المغزى الكبير التي يمكن أن تسهم في ذلك”.
وهو ينسب الفضل إلى البيئة الداعمة في مركز الاستراتيجية والاتصالات التي أجراها في جامعة جورجتاون في قطر لانتقاله السلس إلى القوى العاملة. ويضيف: “ساعدني أساتذتي وصداقاتي وتواصلي مع الخريجين الآخرين في أن أصبح مستشارا أفضل وزميلا أفضل”.
كذلك وجدت نيهاريكا بانت وزميلها أنور مالك أن تدريبهما في هذه الشركة الاستشارية هو بمثابة مدخل مهني مثالي، تقول نيهاريكا، التي تواصلت مع هاجرة في فعالية للخريجين: “تثمن شركة “مركز الاستراتيجية” ما يمكن لطلاب جامعة جورجتاون في قطر تقديمه من مهارات وأفكار كمتدربين”، وهي إحدى الطرق التي تدعم بها جامعة جورجتاون في قطر الإرشاد والتواصل المهني للطلاب الحاليين وللخريجين على حد سواء.
تمتد هذه البيئة الداعمة إلى القيادة في شركة الاستشارات “المركز الاستراتيجي”، والتي تجسدها آمنة وهاجرة في الالتزام الثابت بنمو فريقهما. لقد واجهوا كل تحد في رحلتهم الريادية واعتبروه فرصة للتعلم. ومع اكتمال مجموعة مزدهرة من المشاريع الاستشارية، تقول آمنة بفخر: “أي مشروع له تأثير إيجابي ملموس على البلاد هو مشروع نعتبره ناجحا”.