في محاولة لتعزيزعلاج سرطان الأطفال، يستفيد الباحثون في جامعة نوتردام، بالتعاون مع مستشفى إنفانتيل دي مكسيكو فيديريكو غوميز (HIMFG)، من الذكاء الاصطناعي (AI) لمراقبة مضاعفات العلاج الكيميائي في علاج سرطان الأطفال
تعالج هذه المبادرة فجوة خطيرة في رعاية ما بعد العلاج للأطفال الذين يكافحون السرطان في المكسيك، حيث يحتل المرتبة الثانية بين الأسباب الرئيسية للوفاة بين هذه الفئة الديموغرافية.
أجرى الجراحون عملية جراحية لمريض يخضع للعلاج الكيميائي المضغوط بالهباء الجوي (PIPAC) لتقليل النقائل البريتونية لسرطان البنكرياس والقناة الصفراوية، في 7 يونيو 2019.
قاد المشروع نيتيش تشاولا، أستاذ علوم الكمبيوتر والهندسة في جامعة نوتردام، وأنجيليكا غارسيا مارتينيز، باحثة ما بعد الدكتوراه في معهد لوسي فاميلي.
وتتمثل مهمتهم في إنشاء نظام يتتبع مضاعفات العلاج الكيميائي، ويلبي احتياجات مقدمي الرعاية والمهنيين الطبيين على حد سواء. ولا يهدف هذا التعاون إلى رقمنة البيانات السريرية فحسب، بل يهدف أيضًا إلى دمج المحددات الاجتماعية للصحة، وتمكين الأطباء برؤى تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإدارة أكثر فعالية للمرضى.
وفي قلب هذا المسعى يكمن تطوير نموذج ذكاء اصطناعي مصمم لتقييم مرضى الأطفال الذين أصيبوا بقلة العدلات، وهي حالة تتميز بانخفاض عدد خلايا الدم البيضاء عن المعدل الطبيعي بعد العلاج الكيميائي. تؤثر هذه الحالة على ما يقرب من نصف مرضى الأطفال وتزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
تتنبأ نتائج النموذج باحتمالية معاناة المرضى الذين يعانون من قلة العدلات من نتائج سلبية، بما في ذلك العدوى، أو النزيف الداخلي، أو التهاب الأمعاء والقولون الناتج عن قلة العدلات، أو قلة العدلات المستمرة، أو الصدمة الإنتانية والوفيات.
تم إعداد هذه القدرة التنبؤية لتحسين تخصيص الموارد في المستشفى، لا سيما في ظل القيود المفروضة على المساحة والأسرة المتاحة.
وشددت جينيفر شنور، طالبة الدكتوراه في علوم الكمبيوتر المشاركة في المشروع، على أهمية إنشاء نموذج لا يقدم تنبؤات دقيقة فحسب، بل يقدم أيضًا تمثيلاً مفهوماً.
ويضمن تحقيق هذا التوازن أن يتمكن العاملون في مجال الرعاية الصحية من استخلاص رؤى قابلة للتنفيذ من البيانات، مما يؤدي في النهاية إلى تحسين عمليات المستشفى.
ومع ذلك، يكمن التحدي الكبير في الحاجة إلى بيانات شاملة ودقيقة، لا سيما في نظام الرعاية الصحية المكسيكي الذي لا يزال يعتمد على السجلات الورقية. ابتكر معهد لوسي فاميلي تطبيقًا لجمع البيانات لسد هذه الفجوة.
ومع تقدم المشروع، يجمع الباحثون نظرة شاملة عن رحلات علاج الأورام للمرضى، بما في ذلك المعلومات الأساسية والمحددات الاجتماعية والاقتصادية للوصول إلى الرعاية الصحية، والاستفادة من خدمات الأورام، وحالات الطوارئ، والاستشفاء، وتاريخ الإصابة.
وفي حين أن التكيف مع هذه العمليات الجديدة قد شكل منحنى تعليميًا لموظفي المستشفى ومقدمي الرعاية، فقد قامت المبادرة بالفعل بتسجيل 264 أسرة في دراستها التجريبية.
الهدف النهائي هو توفير فهم شامل للمخاطر والمتغيرات بعد العلاج الكيميائي، مع الأخذ في الاعتبار ليس فقط المرضى ولكن أيضًا سياق أسرهم ومجتمعهم.
ويهدف هذا النهج الدقيق إلى توجيه قرارات الخروج بدقة أكبر، مما يساهم في تحسين نتائج المرضى. تخدم البيانات التي تم جمعها غرضًا مزدوجًا، حيث تدعم في المقام الأول نموذج الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، فهو يعمل أيضًا كنظام سجلات طبية إلكتروني بديل للمستشفى، مما يفيد المرضى بطريقة ملموسة.
وهذا يؤكد على إمكانات الحلول القائمة على التكنولوجيا لتعزيز تقديم الرعاية الصحية، وخاصة للسكان المحرومين. وبالنظر إلى المستقبل، يشرع الباحثون في دراسة مستقبلية مع HIMFG، لدمج المحددات الاجتماعية للبيانات الصحية.
ويهدف هذا التوسع الاستراتيجي إلى تحسين عمليات جمع البيانات وتطوير نماذج ذكاء اصطناعي أكثر شمولاً، مما يوفر نطاقًا أوسع من الأفكار لاتخاذ القرار لدى الأطباء. ونشرت نتائج الفريق في مجلة جمعية الأمراض المعدية للأطفال.