في مفاجأة مدوية وصدمة من العيار الثقيل وانتصار ساحق لبلايستيشن، أعلنت لجنة التجارة والمنافسة بالمملكة المتحدة CMA رفضها صفقة استحواذ مايكروسوفت على أكتفيجين بشكل رسمي.
لجنة التجارة والمنافسة CMA ترى أن استحواذ مايكروسوفت على أكتفيجين من شأنه تقليل الإبداع والابتكار وإعطاء ميزة احتكارية لمايكروسوفت وهو ما قد يضر بمصلحة اللاعبين داخل المملكة المتحدة.
القرار يعتبر صدمة كبيرة جدًا لمايكروسوفت خصوصًا وأن كل التقارير والمؤشرات كانت تؤكد على ثقة العملاق الاخضر في موافقة اللجنة على الصفقة.
كذلك ترى اللجنة أن الصفقة من شأنها الإخلال بتجربة اللعب السحابي داخل المملكة المتحدة، وبغض النظر عن الأسباب فالنتيجة واحدة وهي رفض الصفقة.
الأمور لم تنتهي عند هذا الحد حيث أعلنت مايكروسوفت أنها ستقوم بالاستئناف على هذا القرار وتحاول بكل السبل أن تمرر الصفقة حيث خرج براد سميث بنفسه ببيان رسمي حول خطوات مايكروسوفت القادمة.
أكد براد سميث أن مايكروسوفت ملتزمة تمامًا بصفقة الاستحواذ ومستمرة فيها وأشار إلى أن شركته أبرمت اتفاقات تضمن إطلاق ألعاب Activision Blizzard على 150 مليون منصة.
أما عن أكتفيجين نفسها فقد أكدت أنها تقف مع مايكروسوفت في موقفها بشكل كامل وأنها هي أيضًا ستبدأ في إجراءات الاستئناف من الآن، وقال روبرت كوتيك الرئيس التنفيذي لـ Activision Blizzard أن قرار اليوم ليس القرار المُنتظر ولكنه بعيد جدًا عن نهاية هذه الصفقة في إشارة إلى عدم تأثير القرار على الصفقة.
يبدو أن قرار اللجنة له تداعيات وتأثيرات سريعة جدًا حيث انخفضت قيمة السهم الواحد لشركة أكتفيجين بليزارد بنسبة تجاوزت الـ 10% كاملة، وهذا فقط بمجرد إعلان رفض الصفقة.
كلنا نعلم أن الشركة كانت تستعد لارتفاع كبير في أسهمها بمجرد إتمام الصفقة، والآن بعد رفض الـ CMA فقد بدأت الأسهم بالتراجع بسبب موجع البيع التي أقبل عليها المساهمون.
لا أحد يعلم متى ستتوقف عمليات البيع التي تحدث الآن، ويبدو أن قرار اللجنة قد يكون له تأثيرات سلبية عديدة على أكتفيجين ونأمل أن لا تنهار قيمة الأسهم خلال الساعات القادمة.
الآن قد يتساءل البعض أسباب رفض الصفقة من وجهة نظر اللجنة، والحقيقة أن الأسباب تكمن في خدمات اللعب السحابي لأن اللجنة ترى أن هذه الصفقة من شأنها الإضرار بخدمات اللعب السحابي داخل المملكة.
وقد قامت اللجنة بنشر عدد من التغريدات لكي توضح موقفها وأسباب القرار، خدمات اللعب السحابي تزايدت أهميتها بثلاث أضعاف داخل المملكة في الفترة بين 2021 و 2022.
حسب التقارير فإن سوق اللعب السحابي داخل المملكة قد يصل إلى مليار دولار بحلول عام 2026 وهو تقريبًا نفس رقم مبيعات الموسيقى والأغاني داخل المملكة لعام 2021 حيث سجلت المبيعات 1.1 مليار دولار.
ترى اللجنة أن خدمات اللعب السحابي يمكنها منح اللاعب تجربة لعب بدون الحاجة إلى شراء منصة ألعاب باهظة الثمن، وأضافت اللجنة أن مايكروسوفت تمتلك حصة كبيرة من السوق لأنها تمتلك ويندور المنصة الأهم للحاسب الشخصي إلى جانب Xbox وبعض خدمات اللعب السحابي، وعمومًا فإن إكس بوكس تحتل حوالي من 60 إلى 70% من حسابات اللعب السحابي داخل المملكة بالفعل.
وفي حالة إتمام الصفقة يوجد في يد مايكروسوفت ميزة تنافسية إحتكارية فيما يتعلق بالألعاب السحابية داخل المملكة، ومن الأفضل أن تظل ألعاب بحجم عناوين أكتفيجين حرة ولا تخضع لأي سلطة.
هذه هي كانت أسباب اللجنة في رفض الصفقة وفي المقابل نجد أن مايكروسوفت ترفض هذه الادعاءات وتؤكد أن الصفقة لن تمس اللعب السحابي بأي شكل.
أخيرًا لا ننسى أن مايكروسوفت تنتظر رد الاتحاد الأوروبي الشهر القادم ويتبقى كذلك قرار لجنة التجارة الفيدرالية بالولايات المتحدة الأمريكية.