كشفت دراسة جديدة في مؤتمر عقدته الجمعية الأوروبية لتنظير الجهاز الهضمي، أن دواءً رخيصًا ومتوفرًا على نطاق واسع (أميتريبتيلين) يمكن أن يحسن أعراض متلازمة القولون العصبي لدى المرضى الذين يتم فحصهم في العمليات الجراحية العامة.
أجريت الدراسة بقيادة باحثين في جامعات ليدز وساوثهامبتون وبريستول في مجال الرعاية الأولية، وأظهرت النتائج، التي نشرت هذا الشهر في مجلة “لانسيت” و مجلة “سايتك ديلي” العلميتين، أن المرضى الذين يتناولون أميتريبتيلين كانوا أكثر قدرة لتحسين أعراض متلازمة القولون العصبي بمقدار الضعف تقريبًا مقارنة بالآخرين.
وقال كبير الباحثين المشارك ألكسندر فورد، في كلية الطب في جامعة ليدز:
الأميتريبتيلين هو علاج فعال لمرض القولون العصبي وهو آمن ويمكن تحمله بشكل جيد، ويشير هذا البحث الجديد إلى أن الأطباء العامين يجب أن يدعموا المرضى في الرعاية الأولية لتجربة جرعة منخفضة من “أميتريبتيلين”، إذا لم تتحسن أعراض القولون العصبي لديهم مع علاجات المستوى الأول الموصى بها.
يسبب القولون العصبي، الذي يصيب 1 من كل 20 شخصًا في جميع أنحاء العالم، آلامًا في البطن وتغيرات في حركات الأمعاء. وتتقلب هذه الحالة الطويلة الأمد، والتي ليس لها علاج معروف، في شدتها بمرور الوقت. ويمكن أن يكون لها تأثير كبير على نوعية الحياة والقدرة على العمل والتواصل الاجتماعي، ومعظم العلاجات لها تأثير متواضع، وغالبًا ما يعاني الأشخاص من أعراض مزعجة مستمرة.
ينتمي أميتريبتيلين إلى مجموعة من الأدوية تسمى ثلاثية الحلقات، وكانت تستخدم في الأصل بجرعات عالية لعلاج الاكتئاب، لكنها نادرًا ما تستخدم اليوم لهذه الحالة بسبب تطوير علاجات أحدث.
يصف الأطباء بالفعل جرعة منخفضة من “أميتريبتيلين” لعلاج آلام الأعصاب والظهر المزمنة، وللمساعدة في منع نوبات الصداع النصفي. تنص إرشادات NICE حاليًا على أن الأطباء العامين يمكن أن يفكروا في استخدام جرعة منخفضة ثلاثية الحلقات، مثل أميتريبتيلين، لعلاج القولون العصبي، لكن حتى الآن، لا تزال الأدلة على الفائدة غير مؤكدة.
بناءً على نتائج التجربة، التي أظهرت فائدة واضحة للأميتريبتيلين، يمكن للأطباء العامين تقديم جرعة منخفضة من الأميتريبتيلين للأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي كجزء من عملية صنع القرار المشتركة، إذا لم تتحسن الأعراض مع علاجات الخط الأول
المصدر: وكالات