تنفس الفلسطينيون في مدينة القدس الصعداء بعد قرار الحكومة الإسرائيلية تعليق اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى حتى نهاية شهر رمضان.
وعادت الحياة إلى المسجد الأقصى والقدس القديمة بعد أسابيع من التوتر الشديد، تخللها اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى والاعتداء بالضرب على المصلين.
وأعلنت الجماعات اليهودية المتطرفة أن 3430 متطرفا اقتحموا المسجد الأقصى تحت حراسة الشرطة الإسرائيلية خلال فترة عيد الفصح اليهودي خلال أيام الأسبوع.
وتوقفت الاقتحامات بدءا من يوم أمس وحتى نهاية شهر رمضان، كما جرت عليه العادة في كل شهر رمضان.
ومع توقف الاقتحامات فقد شهدت أعداد المصلين في المسجد الأقصى ازديادا ملحوظا يوم أمس واليوم رغم العاصفة الباردة التي هبت على الأراضي الفلسطينية أمس واليوم.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، إن 35 ألفا أدوا صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى مساء اليوم.
ورجحت مصادر في دائرة الأوقاف الإسلامية لـ”العين الإخبارية” أن تحتشد أعداد كبيرة من المصلين غدا الجمعة في المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة الرابعة من شهر رمضان فيه.
وكانت أعداد المصلين انخفضت بشكل ملحوظ خلال أيام الأسبوع الماضية، بسبب القيود والإجراءات والاقتحامات سواء من قبل الشرطة أو المستوطنين الإسرائيليين للمسجد.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية، في بيان تلقته “العين الإخبارية”، أنها ستنشر 2000 من عناصرها في مدينة القدس غدا الجمعة، لمناسبة الجمعة الرابعة من شهر رمضان.
واتسمت مدينة القدس الشرقية خلال اليومين الماضيين منذ وقف الاقتحامات بالحيوية والنشاط، خاصة في المسجد الأقصى ومحيطه بالبلدة القديمة.
فالمتاجر في البلدة القديمة عادت تعج بالمواطنين الذين يفدون إلى القدس من كل أنحاء المدينة ومن المدن والبلدات العربية في إسرائيل ومن الضفة الغربية.
وشهدت المحال التجارية في البلدة القديمة نشاطا ملحوظا، خاصة من قبل الصائمين الذين تناولوا طعام الإفطار في المسجد الأقصى.
كما قدمت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس طعام الإفطار للصائمين الذين توافدوا إلى المسجد لأداء صلوات المغرب والعشاء والتراويح والتهجد.
وبسبب الأمطار وبرودة الطقس فقد تم تجهيز موائد الرحمن في داخل المصلى القبلي.
ونصب مصلون الخيام الصغيرة في ساحات المسجد من أجل الاعتكاف بها ليلا حتى انتهاء شهر رمضان وتم تخصيص قبة الصخرة المشرفة لصلاة النساء والمصلى القبلي لصلاة الرجال.
وانتشرت فرق النظام لتقديم المساعدة للمصليين وكذلك الفرق الطبية حال الحاجة إليها.
وعاد النشاط إلى منطقة باب العامود المؤدي للبلدة القديمة، حيث انتشر عشرات الشبان الذين تناولوا الحلويات والشاي والقهوة على درجات الباب القديم الأكثر شهرة في مدينة القدس.
ومع ذلك فقد اعتقلت الشرطة الإسرائيلية المرابطات هنادي الحلواني وخديجة خويص ونفيسة خويص من منطقة باب الأسباط المؤدية إلى المسجد الأقصى، بداعي أداء صلاة التراويح بالمسجد رغم قرار منعهن من دخول المسجد.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن، الثلاثاء، تعليق اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى حتى نهاية شهر رمضان.