نشرت خلال الأيام الماضية، دراسة علمية حديثة تبين أن استهلاك صناعة الذكاء الاصطناعي للطاقة قد يعادل تستهلاك دولة مثل الأرجنتين أو هولندا أو السويد بحلول عام 2027. ولا تكتفِ الدراسة بذلك، بل تشير تقديراتها إلى أنّ جوجل قد تستهلك طاقة تقدر بنحو 29.3 تيراواط في الساعة سنوياً إذا اعتمدت على الذكاء الاصطناعي في جميع أعمال محرك البحث لديها، وهو ما يعادل استهلاك الكهرباء في دولة إيرلندا.
بلغ استهلاك شركة جوجل من الكهرباء في عام 2021 قرابة 18.3 تيراواط ساعي، وشكلت أدوات الذكاء الاصطناعي نسبة ترواحت بين 10%-15% من حجم الاستهلاك. وفي الوقت الحالي تسعى جوجل إلى تعزيز مساهمة الذكاء الاصطناعي في أعمالها التجارية، لا سيما مع إطلاق روبوت المحادثة الآلي بارد، وجهودها لدمج هذه التكنولوجيا في محرك البحث جوجل.
توقعات الدراسة لاتزال مجرد افتراضات لا أكثر، فإنها تسلط الضوء ولا ريب على التأثيرات المجهولة لاستخدام الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع؛ ففي الوقت الحالي تستهلك مراكز البيانات بين 1%-1.3% من طاقة الكهرباء الإجمالية حول العالم، وقد يزداد هذا الاستهلاك على المدى المنظور عند إضافة الذكاء الاصطناعي إلى المنتجات الحالية مثل محركات البحث.
من المفترض ان استخدام الأجهزة والبرامج الحالية لاعتماد الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع في نشاطات الشركة، وهو أمر مستبعد الحدوث بسرعة كبيرة حسب مؤلف الدراسة ألكس دي فريس؛ إذ يرى أن أبرز العقبات التي تعترض هذه الخطوة هو معاناة السوق من نقص وحدات معالجة الرسومات القوية، التي تستطيع معالجة تلك البيانات.
ويقول دي فريس: “حري بالشركات المطورة ألا تركز فقط على تحسين الذكاء الاصطناعي، وإنما يجب عليها أيضاً أن تمعن النظر في استخدام هذه التكنولوجيا من باب أولى؛ فمن المستبعد أن تستفيد جميع التطبيقات منها، وربما تتعدى نفقاتها الفوائد التي تقدمها”.