ارتفعت استثمارات أكثر أربع دول عربية حيازة لسندات الخزانة الأميركية، وهي السعودية والإمارات والكويت والعراق، بقيمة 22 مليار دولار لتصل إلى 256.3 مليار دولار في مارس/آذار 2023، وفقًا لأحدث بيانات وزارة الخزانة الأميركية.
وعززت السعودية، وهي الأكثر حيازة لسندات الخزانة الأميركية عربيًا، استثماراتها بقيمة 739 مليون دولار إلى 116.2 مليار دولار في مارس/آذار الماضي.
وعلى خطى السعودية رفعت الإمارات التي تحل في المركز الثاني، حيازاتها من سندات الخزانة الأميركية بقيمة 5.7 مليار دولار لتصل إلى 61.5 مليار دولار.
وتعد الكويت الدولة العربية الوحيدة من بين الدول محل الرصد التي خفضت حيازاتها من سندات الخزانة الأميركية بقيمة 7.5 مليار دولار خلال عام إلى 39.3 مليار دولار في مارس/آذار الماضي. وزاد العراق استثماراته في أداة الدين الأميركية بقيمة 13.1 مليار دولار خلال عام ليأتي في المركز الثالث مثل الكويت، إذ لدى كل منهما نحو 39.3 مليار دولار من سندات الخزانة الأميركية.
وعالميًا، جاءت السعودية في المرتبة 17 ضمن أكبر المستثمرين في سندات الخزانة الأميركية، كما جاءت الإمارات في المركز 24 في حين حصل العراق والكويت على الترتيب 32.
وتعد اليابان الأكثر حيازة لسندات الخزانة الأميركية في العالم لكنها خفضت استثماراتها إلى 1.1 تريليون دولار في مارس/آذار الماضي، من 1.2 تريليون دولار قبل عام.
كما انخفضت حيازات الصين إلى 869.3 مليار دولار في مارس/آذار 2023 من نحو 1 تريليون دولار في نفس الشهر العام الماضي، لكن المملكة المتحدة، وهي ثالث أكثر دولة في العالم حيازة لسندات الخزانة الأميركية، رفعت استثماراتها إلى 714 مليار دولار في مارس/آذار 2023 مقارنة بـ 636.5 مليار دولار قبل عام.
توقيت حرج
يأتي ذلك بينما يمر الاقتصاد الأميركي بتوقيت حرج، إذ لا تزال المناقشات جارية لرفع سقف الدين قبل أيام قليلة تفصلنا عن مطلع يونيو/حزيران المقبل. وسقف الدين هو حد وضعه الكونغرس لقيمة الأموال التي يمكن للحكومة اقتراضها لتغطية النفقات، إذ يحظر على وزارة الخزانة الأميركية سداد بعض التزامات الديون إذا تم الوصول إلى هذا الحد.
من شأن ذلك أن يؤدي إلى اضطراب كبير في الأسواق إذا تخلفت أميركا رسميًا عن سداد التزاماتها المالية، وتم الوصول إلى سقف الدين الحالي البالغ 31.38 تريليون دولار في يناير/كانون الثاني 2023، وفي ذلك الوقت، قالت وزيرة الخزانة جانيت يلين إنه حتى يقر الكونغرس تشريعًا لزيادة الحد الأقصى لسقف الدين أو تعليق العمل به، ستستخدم وزارتها “إجراءات استثنائية” للوفاء بالتزامات ديون الحكومة، لكن يبدو أن هذه الإجراءات قد بدأت تنفد.
أكد الرئيس التنفيذي لشركة BDSwiss الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، دانيال تقي الدين لفوربس الشرق الأوسط أن احتمال تخلف الولايات المتحدة عن سداد الديون ستكون له عواقب وخيمة وبعيدة المدى على الاقتصاد العالمي، بما في ذلك اقتصادات محددة في الشرق الأوسط.
وأضاف “يمكن أن يكون لذلك بعض التأثيرات في اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي التي تتمتع بالمرونة، لكن إلى حد ما، ومع ذلك، يمكن أن تؤدي الأزمة إلى تفاقم حالة الاقتصادات الأخرى الأكثر هشاشة في المنطقة”.
فيما يلي تفاصيل استثمارات أكثر 4 دول عربية حيازة لسندات الخزانة الأميركية بتاريخ مارس/آذار 2023 وكيف ستؤثر مناقشات سقف الدين الحالية في الولايات المتحدة في هذه الدول.
1. السعودية
حيازة سندات الخزانة الأميركية: 116.2 مليار دولار
ارتفعت حيازات السعودية من سندات الخزانة الأميركية بقيمة 739 مليون دولار خلال عام إلى 116.2 مليار دولار في مارس/آذار 2023، وتتبنى المملكة توجهًا لرفع حيازاتها في أداة الدين الأميركية منذ يناير/كانون الثاني هذا العام حين سجلت 111 مليار دولار ثم 111.7 مليار دولار في فبراير/شباط، و116.2 مليار دولار في مارس/آذار.
وعلّق تقي الدين أن التخلف عن سداد الديون في الولايات المتحدة قد يؤثر في السعودية كأكبر مستثمر عربي في سندات الخزانة الأميركية، ما قد يؤدي إلى اضطراب مالي محتمل وربما انخفاض الطلب على النفط.
وأضاف أن المستثمرين السعوديين منكشفون بشكل كبير على أسواق الأسهم الأميركية والأسواق المالية الأخرى التي يمكن أن تتأثر بالتخلف عن السداد في أميركا، مشيرًا إلى أنه إذا تأثرت أرباح صادرات الطاقة بشكل كبير، فقد تظهر بعض الضغوط على الاقتصاد المحلي والسوق المالية في السعودية.
2. الإمارات
حيازة سندات الخزانة الأميركية: 61.5 مليار دولار
تعد الإمارات الأكثر شراء لسندات الخزانة الأميركية بين الدول العربية خلال عام حتى مارس/آذار الماضي، إذ أضافت 15.7 مليار دولار إلى حيازاتها لتصل إلى 61.5 مليار دولار وتأتي في المركز الثاني بين الدول العربية الأكثر حيازة لسندات الخزانة الأميركية.
يؤكد تقي الدين أن العديد من البلدان في المنطقة مثل الإمارات طورت مراكز مالية عالمية رئيسية ويمكن أن ترى تأثيرًا نسبيًا من الاضطرابات المالية العالمية في حال تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها، ما سيؤدي إلى زيادة النفور من المخاطرة وانخفاض السيولة، إذ يمكن للمستثمرين البحث عن أصول آمنة لتأمين أموالهم على الرغم من أن وضع الدولة القوي يمكن أن يساعد في تخفيف هذا التأثيرات.
وأضاف “ومع ذلك، يمكن أن تشهد الإمارات والسعودية تأثيرات أكثر هدوءًا مع تخلف الولايات المتحدة عن سداد الديون بفضل قوة اقتصاداتهما والمبادرات المختلفة التي أطلقتها الحكومات المحلية لتحفيز النمو والتنويع الاقتصادي”.
3. الكويت
وتعد الكويت الدولة العربية الوحيدة من بين أكثر 4 دول حيازة لسندات الخزانة الأميركية التي خفضت استثماراتها بمقدار 7.5 مليار دولار خلال عام إلى 39.3 مليار دولار في مارس/آذار 2023، لكنها حافظت على المركز الثالث إقليميًا.
وتراجعت حيازات الدولة الخليجية إلى أقل من 40 مليار دولار في فبراير/شباط 2023 للمرة الأولى منذ مارس/آذار 2018 عندما بلغت 36.9 مليار دولار.
يعد تراجع الثقة بالأصول الأميركية أحد أبرز نتائج التخلف عن سداد الديون في الولايات المتحدة، ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى مزيد من التنويع في الاحتياطيات الأجنبية والحيازات في المستقبل، مع انتقال الاستثمارات إلى أنواع أخرى من الأصول، مثل السندات الحكومية الأخرى أو الذهب، بحسب تقي الدين.
4. العراق
زاد العراق حيازاته في سندات الخزانة الأميركية بقيمة 13.1 مليار دولار في عام إلى 39.3 مليار دولار في مارس/آذار 2023، لكن تقي الدين حذر من أن “مصدري النفط مثل العراق والسعودية وغيرهما يمكن أن يتأثروا بانخفاض محتمل في الطلب على النفط إذا تباطأ الاقتصاد العالمي بشكل كبير. كما يمكن أن تنخفض أسعار الغاز الطبيعي، ما يؤدي إلى بعض الضغوط على الدول التي تعتمد على صادرات الطاقة”.