اُعتقل المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة التواصل الاجتماعي “تيليغرام” Telegram، بافيل دوروف، في مطار باريس لو بورجيه خارج العاصمة الفرنسية.
ذكرت قناتا TF1وBFM أن كان مسافراً من أذربيجان عبر طائرته الخاصة حين تم اعتقاله مساء السبت 24 أغسطس/ آب، وأنه كان مستهدفاً بموجب مذكرة اعتقال أصدرها بحقه محققون فرنسيون على خلفية انتهاكات مختلفة منسوبة لتطبيق المراسلة المشفرة.
يتهم القضاء دوروف بعدم اتخاذ إجراءات ضد الاستعمال المسيء لتطبيقه من جانب بعض المستخدمين، بالإضافة إلى على عدم وجود مشرفين على تطبيق تيليغرام، حيث تعتبر الشرطة أن هذا الوضع سمح باستمرار النشاط الإجرامي دون رادع على تطبيق المراسلة.
وقال أحد المحققين “يكفي إفلاتا لتليغرام من العقاب”، مبديا دهشته من أن الملياردير قرر المجيء إلى باريس رغم علمه بأنه مطلوب في فرنسا. وقال أحد المصادر المطلعة لوكالة فرانس برس إنه فعل ذلك “ربما بدافع الشعور بالإفلات من العقاب”.
ولم ترد شركة تيليغرام على الفور على طلبات للتعليق، كما لم تعلق وزارة الداخلية الفرنسية والشرطة على الأمر.
حظى تطبيق تيليغرام المشفر، الذي يقترب عدد مستخدميه من مليار مستخدم، بنفوذ كبير في روسيا وأوكرانيا، ويُصنف كواحد من منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية بعد فيسبوك ويوتيوب وواتساب وإنستغرام وتيك توك ووي تشات.
بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022 أصبح تطبيق تيليغرام المصدر الرئيسي للمحتوى غير المفلتر من كلا الجانبين حول الحرب والسياسة المحيطة بالنزاع.
أصبحت المنصة ما يسميه بعض المحللين “ساحة معركة افتراضية” للحرب، يستخدمها بكثافة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومسؤولوه، وكذلك الحكومة الروسية.
ومع ذلك، فإن الشعبية المتزايدة لتطبيق تيليغرام دفعت العديد من الدول في أوروبا، بما في ذلك فرنسا، إلى التدقيق بسبب المخاوف الأمنية وخرق البيانات.
تأسست شركة تيليغرام ومقرها دبي على يد بافيل دوروف الروسي المولد الذي غادر روسيا عام 2014 بعد أن رفض التعاون مع المخابرات الروسية وتقديم بيانات مشفرة لمستخدمي شبكته.
أصبح دوروف مواطنًا فرنسيًا في أغسطس/آب 2021، وانتقل هو وتيليغرام إلى دبي في عام 2017، ووفقًا لوسائل الإعلام الفرنسية، فقد حصل أيضًا على جنسية الإمارات العربية المتحدة.
شملت رحلة البحث عن مقر جديد للشركة فترات عمل في برلين ولندن وسنغافورة وسان فرانسيسكو، حسبما أوضح دوروف الذي قال “أفضل أن أكون حرًا على أن أتلقى الأوامر من أي شخص”.
تبلغ ثروة دوروف 15.5 مليار دولار وفقًا لتقديرات فوربس اللحظية، وقد أكد الملياردير الروسي في وقت سابق أنه بخلاف المال أو البيتكوين، لم يكن لديه ممتلكات كبيرة مثل العقارات أو الطائرات أو اليخوت، لأنه أراد أن يكون حرًا.