وجدت مجموعة من الدراسات أن الاستخدام المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي المسبب للإدمان مرتبط بعواقب سلبية مثل: انخفاض الإنتاجية، والعلاقات الاجتماعية غير الصحية، وتقليل الشعور بالرضا عن الحياة. ومع ذلك، لا يزال هناك نقص في الفهم النظري الشامل لكيفية تطور إدمان وسائل التواصل الاجتماعي، مما يعيق البحث العملي الذي يهدف إلى تصميم برامج التدخل التعليمية وغيرها لمنع إدمان وسائل التواصل الاجتماعي. وهذا ما أشارت إليه مراجعة علمية نشرتها مجلة (Addictive Behaviors) عام 2021.
ولتجنب الوقوع في العواقب السلبية الناجمة عن هذا الإدمان، يمكنك اتباع النصائح التالية التي تساعد في الحد من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي:
1- قلل الدخول إلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي تدريجيًا:
تحدَّ نفسك لقضاء وقت معين دون التحقق من وسائل التواصل الاجتماعي، سواء كان ذلك لبضع ساعات أو أسبوع كامل. فقد وجدت دراسة نُشرت في عام 2019 أن بعض الطلاب الذين أمضوا مدة خمسة أيام بدون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي شعروا بالصفاء والراحة، على الرغم من أن آخرين كانوا يشعرون بالضياع وعدم الاستقرار.
2- احذف تطبيقات التواصل الاجتماعي أو عطل الإشعارات:
يبدأ معظم الأشخاص باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي دون تفكير، لذا ضع حاجزًا صغيرًا لذلك عن طريق إيقاف تشغيل الإشعارات أو حذف بعض التطبيقات. فإذا كنت لا ترى تنبيهًا من أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي، أو لا ترى أيقونة التطبيق في كل مرة تمسك فيها هاتفك، سيقل الوقت الذي تقضيه في استخدام تلك التطبيقات تدريجيًا.
3- ضع حدودًا والتزم بها:
تتيح معظم الهواتف والأجهزة اللوحية معرفة الوقت الذي تقضيه في استخدام بعض التطبيقات. لذا استفد من هذه الميزة في وضع حد للوقت الذي تقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي والتزم به، أو استخدم تطبيقًا يحظر وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن تصل إلى الحد الأقصى من الوقت.
بالنسبة للمراهقين، توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (American Academy of Pediatrics) بعدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أثناء ممارسة بعض الأنشطة مثل: تناول الوجبات العائلية أو ممارسة التمارين الرياضية وهذا بدوره يساعد في وضع حدود لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
4- خصص وقتًا لممارسة الهوايات أو الأنشطة الجديدة:
يمكن أن تساعد ممارسة هواية معينة أو نشاط جديد في الحد من رغبتك في الإمساك بهاتفك وتصفح وسائل التواصل الاجتماعي. والفكرة هنا هي ملء وقت فراغك بأشياء تستمتع بها. بهذه الطريقة ستجد وقتًا أقل لاستعمال وسائل التواصل الاجتماعي ووقتًا أطول لممارسة أنشطة جديدة وممتعة.
5- التقليل التدريجي أهم من الامتناع:
أشارت (نيها تشودري) طبيبة نفسية للأطفال والمراهقين في مستشفى ماساتشوستس العام وكلية الطب بجامعة هارفارد، إلى أن الامتناع تمامًا عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لفترة معينة من الوقت يمكن أن يكون فعالًا بالنسبة لبعض الأشخاص، ولكن ليس للجميع. بالنسبة للبعض، قد يشعرون بالراحة لأنهم تجاوزوا الآثار السلبية المرتبطة بكثرة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. وبالنسبة للآخرين، قد يؤدي التوقف تمامًا إلى التوق إلى استخدامها أكثر وعدم الشعور بالراحة.
لذا، بدلاً من التوقف التام عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فإنها توصي بوضع حدود، والطلب من بعض الأصدقاء أو أفراد العائلة الانضمام إليك لمساعدتك في هذا القرار.وأشارت إلى أن المساءلة لها دور كبير في محاولة إحداث أي تغيير. لذا أخبر أحد أصدقائك أو أفراد عائلتك أنك تريد تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي حتى يتمكنوا من مساندتك في تحقيق ذلك، لأن تغيير العادات دون مساندة يُعد أمرًا صعبًا. أما في حالات الإدمان الشديدة، فتوصي بطلب المساعدة من معالج أو متخصص في الصحة النفسية.