انطلقت اليوم فعاليات النسخة الثامنة والعشرين من مؤتمر لأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيرالمناخ (كوب 28) «COP28» والتي تستمر حتى 12 ديسمبر المقبل في مدينة إكسبو دبي بمشاركة قادة وزعماء عالميين و 500 ألف مشارك.
مؤتمر “كوب 28” سجل أكبر حدث مناخي على مستوى العالم تستضيفه الإمارات، عددا قياسيا لطلبات الحضور في المنطقتين الزرقاء والخضراء تصل إلى 500 ألف مشارك بواقع أكثر من 97 ألف مشارك في المنطقة الزرقاء و 400 ألف في المنطقة الخضراء بمن فيهم وزراء وممثلون من المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص والشعوب الأصلية والشباب للإسهام في إعادة صياغة العمل المناخي العالمي، فيما يحضر الحدث أكثر من 180 من رؤساء دول و حكومات من حول العالم.
يشكل المؤتمر منصة فاعلة لتحقيق أعلى الطموحات المناخية وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، لما فيه مصلحة أجيال الحاضر والمستقبل، وإتاحة الفرصة لجميع الدول والقطاعات وفئات المجتمع للتعاون وتوحيد الجهود، خاصة في الوقت الذي تتنامى فيه أهمية وضرورة العمل المناخي العالمي.
سيضم الوفد الأمريكي في القمة المبعوث الرئاسي الخاص للمناخ جون كيري والعشرات من كبار المسؤولين الأمريكيين الذين يمثلون أكثر من 20 وزارة ووكالة، وفقاً للبيت الأبيض.
قال كيري يوم الأربعاء أن الولايات المتحدة ستعمل مع الصين على إنجاح مفاوضات الأمم المتحدة بشأن المناخ التي تبدأ في الإمارات هذا الأسبوع. ويُنظر إلى التعاون بين الولايات المتحدة والصين، أكبر دولتين تطلقان الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري في العالم، على أنه أمر بالغ الأهمية لضمان التوافق في القمة.
وتمثل المحادثات في الإمارات فرصة حاسمة للحكومات لتسريع العمل بشأن تغير المناخ. ومع ذلك، فإن الانقسامات لا تزال مستمرة حول استخدام الوقود الأحفوري، الذي يعد حرقه السبب الرئيسي لتغير المناخ.
ومن بين القادة المتوقع أن يحضروا المؤتمر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.
وستشارك منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في دبي وسيكون لها جناح خاص.
جدول أعمال رئاسة مؤتمر الأطراف سيركزعلى تطبيق نهج متكامل يشمل جميع الحلول القادرة على تحقيق تقدم إيجابي من مختلف القطاعات، ويحتوي جميع الأفكار التي تم طرحها بصورة واقعية بما يعزز أجواء الثقة والأمل عبر العمل المناخي من خلال تمكين جميع الأطراف المعنية ووضوح الخطوات المطلوبة، ومعالجة جميع ركائز العمل المناخي دون ترك أحد خلف الركب.
يطمح فريق رئاسة “كوب 28” لبناء تفاهمات عالمية من أجل تحقيق الهدف الأساسي المتمثل في الحفاظ على إمكانية تحقيق هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.
رئاسة المؤتمر تركز في الوقت نفسه على تعزيز الدور المهم للشباب من أجل معالجة أزمة المناخ إضافة إلى وضع الشباب في الدولة ضمن أولويات صنع القرار الدولي بشأن العمل المناخي وتمكين الشباب وتطوير مهاراتهم وقدراتهم وتعزيزها، إضافةً إلى دمج قادة الشباب في مفاوضات “كوب 28” وغيرها من المحافل المحلية والدولية الرئيسية التي تقام على مدار العام.
يشهد المؤتمر برنامجاً مبتكراً متخصصاً بالموضوعات ذات الصلة يمتد لأسبوعين ويتيح الفرصة لجميع المعنيين تقديم مساهمات إيجابية، في إطار من احتواء المهتمين بالمشاركة في العمل المناخي. وتمت صياغة هذا البرنامج اعتماداً على المشاورات المفتوحة مع المعنيين كافة، وذلك بهدف تفعيل العمل المناخي، والإسهام في تنفيذ السياسات والحلول التمويلية والتكنولوجية المتوافقة مع الأهداف الأساسية لرئاسة المؤتمر.
يشهد المؤتمر يوماً للشعوب الأصلية، وجناحاً مخصصاً لها حيث تشكل تلك الشعوب 5 في المائة من سكان العالم في حين تحمي 80% من تنوعه البيولوجي.
ويخصِّص “كوب 28” ولأول مرة في مؤتمرات الأطراف، يوماً للصحة يشهد أنشطة عدة على رأسها عقد مؤتمر وزاري للصحة والمناخ، ضمن هذا البرنامج المخصص للمواضيع ذات الصلة الوثيقة بالعمل المناخي.
يرحب المؤتمر أيضاً بأكبر عدد من رؤساء البلديات في تاريخ مؤتمرات الأطراف، إدراكاً لضرورة إسهام جميع شرائح المجتمع في إيجاد الحلول.
تحتضن المنطقتان الزرقاء والخضراء فعاليات هذا البرنامج المتخصص، حيث تدير “الأمانة العامة لاتفاقيّة الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ” موقع “المنطقة الزرقاء” في موقع المؤتمر، والتي يُسمح بدخولها للمندوبين المعتمدين والمراقبين، فيما ترحب “المنطقة الخضراء” بمندوبي المنطقة الزرقاء وضيوفها وممثلي القطاعين الحكومي والخاص والمنظمات غير الحكومية وعامة الجمهور.