عثر باحثون عن مجموعة من المدن المفقودة التي يبلغ عمرها 2500 عام، عند سفوح جبال الأنديز في غابات الأمازون المطيرة.
ويتضمن هذا الاكتشاف المذهل، وهو الأقدم والأكبر من نوعه في المنطقة، نظامًا واسعًا من الأراضي الزراعية والطرق، ما يكشف أن وادي أوبانو الواقع على امتداد جبال الأنديز شرقي الإكوادور، كان مكتظًا بالسكان من نحو 500 عام قبل الميلاد ما بين 300 و600 ميلادي.
قام فريق متعدد الجنسيات، بقيادة عالم الآثار في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، ستيفن روستين، بتحليل البيانات من أكثر من عقدين من الأبحاث المتعددة التخصصات في المنطقة، والتي تم توسيعها أخيرا عن طريق الكشف عن الضوء ورسم خرائط المدى (الليدار).
قال الفريق في ورقته البحثية المنشورة: “كشف هذا البحث عن أكبر شبكة حضرية من المعالم المقامة والمحفورة المعروفة في منطقة الأمازون، والتي يعود تاريخ بداياتها إلى 2500 عام مضت”.
وتابع: “تختلف مواقع أوبانو تمامًا عن المواقع الأثرية الأخرى في منطقة الأمازون، والتي تعد جميعها أحدث”.
وباستخدام نبضات الليزر التي تتكون من أطوال موجية مختلفة من الضوء، يمكن لجهاز “الليدار” قياس المسافة بين الطائرة والأجسام الأرضية، وصياغة خريطة ثلاثية الأبعاد يمكنها الكشف عن الميزات المخفية للتضاريس تحت الغطاء النباتي الكثيف.
تشير الأدلة على وجود تأثير بشري واسع النطاق في فترة ما قبل الإسبان في منطقة الأمازون في النمو، حيث تشير التغطية الحالية لبيانات “الليدار” إلى أن أكثر من 90 % من تاريخ البشرية في منطقة الأمازون لم يتم اكتشافه بعد.
أظهرت الصور أن الموقع يحتوي على أكثر من 6000 منصة ترابية مستطيلة وهياكل وساحة وتلال كانت مترابطة عبر شبكة واسعة من الطرق المستقيمة وممرات المشاة.
ولم تتوقف بيانات “الليدار” عند الكشف عن المستوطنات القديمة، وكشفت أن المساحات المفتوحة بين المستوطنات كانت عبارة عن حقول مجففة لزراعة محاصيل مثل الذرة والفاصوليا والبطاطا الحلوة والكسافا، وهي شجيرة خشبية ذات درنات جذرية نشوية.
ويكشف تنظيم المدن عن التطور والقدرات الهندسية لهذه الثقافات القديمة، وفقًا للباحثين، الذين خلصوا إلى أن “التوسع الحضري للحديقة” في وادي أوبانو يوفر دليلًا إضافيًا على أن الأمازون ليست الغابة البكر التي تم تصويرها من قبل
وكتب الباحثون: “مثل هذا الاكتشاف هو مثال حي آخر على التقليل من أهمية تراث الأمازون المزدوج البيئي ولكن الثقافي أيضًا، وبالتالي السكان الأصليين”.
via: newscientist