بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، أمس (الأربعاء)، في العاصمة الإيرانية طهران، رفعت إيران علماً أحمر يُسمّى «علم الثأر» على قبة أحد المساجد في مدينة قم، حسب ما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ونقلته شبكة «بي بي سي».
وفي مقطع فيديو متداول، ظهر شخص يرفع العلم فوق قبة مسجد جمكران في مدينة قم الإيرانية، وهو العلم نفسه الذي رُفع عند مقتل قاسم سليماني.
ويُعد رفع «علم الثأر» في التراث الإيراني بمثابة «إعلان حالة حرب».
وبالفعل، توعّد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بـ«عقاب قاسٍ» لإسرائيل رداً على اغتيال هنية، وقال إن «النظام الصهيوني المجرم والإرهابي تسبّب في استشهاد ضيفنا العزيز في منزلنا وأحزننا… كما أعد الأرضية لمعاقبة قاسية لنفسه». وأضاف أن «من واجب إيران الانتقام لاغتيال هنية».
إلى ماذا يرمز «العلم الأحمر»؟
يُعد الأحمر أحد ألوان الهوية الوطنية الإيرانية، ويرمز إلى القوة في القتال والشجاعة، وهو أحد ألوان العلم الإيراني، تحت اللونين الأخضر الدال على الإسلام، والأبيض الذي يرمز إلى السلام.
وفي الثقافة الإيرانية القديمة، كانت تُرفع الأعلام الحمراء فوق منازل أصحاب الدم، ولا تُنزل إلا بعد الأخذ بالثأر.
وخلال السنوات الماضية رُفعت الرايات الحمراء في مسيرات تشييع شخصيات إيرانية وفوق قباب المساجد والعتبات، إشارة إلى الحزن الوطني وواجب الانتقام.
وشكّلت عملية اغتيال هنية خرقاً واضحاً للوضع الأمني في إيران، لا سيما في ظل إجراءات مشددة رافقت عملية تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان.
ما المكتوب على «علم الثأر»؟
العلم الأحمر مكتوب عليه عبارة «يا لثارات الحسين»، وهي تاريخياً تعود إلى حقبة الذين ثاروا بعد مقتل الإمام الحسين. والراية أيضاً نداء للثأر من الذين ماتوا ظلماً، حسب موقع «أورو نيوز».
متى آخر مرة رُفع فيها «العلم الأحمر»؟
وكانت آخر مرة رُفع فيها «العلم الأحمر» على قبة مسجد في إيران في شهر يناير 2020، عندما قُتل قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» قاسم سليماني، إذ رُفع «العلم» فوق مقام الإمام المهدي ومجد جمكران في قم؛ ما يرمز إلى واجب الانتقام.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية أكدت أنها قتلت سليماني، رجل إيران الأقوى في الشرق الأوسط ومهندس نفوذها فيه، في غارة جوية، بعد أمر من الرئيس السابق دونالد ترمب، في حادثة رفعت منسوب التوتر في المنطقة.
ولم تُزل إيران «العلم الأحمر» عن مسجد جمكران إلا بعد أن شنّت غارات على هدفين أميركيين في العراق، وهما قاعدة «عين الأسد» الجوية في غرب البلاد، ومطار في محافظة أربيل الشمالية.